افتتحت الفرقة الفرنسية «أوتر موزير» أول أمس الأحد بقاعة «ابن زيدون»، بديوان رياض الفتح، السهرة الثانية لمهرجان الجزائر الدولي التاسع للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة، بحضور جمهور واسع، رغبة منه في إشباع فضوله الفني والتعرف على مختلف الألحان العالمية التي من شأنها أن تضمن المتعة والفرجة معا. شكلت الفرقة عددا من اللوحات الموسيقية مصحوبة في بعض الأحيان برقصات تقليدية، كانت بمثابة سفر إلى أزمنة العصور الوسطى والريف الأوروبي والمجتمع المحافظ، استمتع الجمهور بها كثيرا وتفاعل مع أنغامها الجميلة. ولفت اللباس التقليدي للفرقة، انتباه الحاضرين، حيث بدا بهيا بألوانه الدافئة وتفاجئوا بمشاهدة بعض الآلات الموسيقية التي من بينها تلك التي تشبع آلات جزائرية، على غرار آلة نفخية تشبه «المزود»، معروفة خاصة في دول الإسكندينافية، حتى أن أنغامها تشبه إلى حد كبير الموسيقى الشاوية. وجمعت الفرقة عدة فنانين محترفين حول روبان جولي سنة 2000 لترقية ما يسمى بفن النهضة، أو ما يسمى باللغة اللاتينية «مينيستيريوم»، وهو فن متصل بالحركات والعزف من أجل الرقص أو مع الرقص، إنه فن الألحان الممزوجة بفنون آخرى كالمسرح والسينما. يذكر أنه في غضون 13 سنة، استطاعت الفرقة شق مشوارها من خلال مشاركاتها الثرية في العديد من المهرجانات العالمية، على غرار فرنسا، إسبانيا، سلوفينيا، سويسرا، كوباوالجزائر. وقال جولي روبان عضو فرقة «أوتر موزير» الفرنسية، بأن الفرنسيين يهتمون بموسيقاهم التقليدية، ورغم أن أغلبهم يميلون إلى نوع البوب والعصري، إلا أن كل الأوساط الاجتماعية تتابع وتتذوق هذا النوع من الموسيقى العريقة، موضحا أنها تحظى بدعم من الدولة والمناطق المحافظة. وعن الفرقة، قال جولي بأنها تأسست سنة 2000 بضواحي مدينة نانت، وتؤدي الموسيقى التي عرفت نهاية القرن الخامس عشر إلى منتصف القرن السابع عشر، باستعمال آلات موسيقية تقليدية، مثل «ألتا» و«السكابوت» وآلات نفخية متنوعة. وأشار المتحدث إلى أن الفرقة شاركت في الدورة الماضية لمهرجان الجزائر للموسيقى الأندلسية والموسيقى التقليدية ببرنامج منوع، اختزل حوالي أربعة قرون من الإبداع في الموسيقى التقليدية، نال إعجاب الجمهور، والمشاركة الثانية، تميزت بأداء راقص بالزّي التقليدي الذي يعكس الثقافة الفرنسية في القرون الوسطى. وفي الشطر الثاني للسهرة، أبدع الثنائي اليوناني ايفجينيوس فولغاريس وأورانيا وأطربا خلالها الجمهور العاصمي. السانتوري والعود آلتان موسيقيتان شكلتا لقاء فنيا راقيا، انتشى الولوعون بالفن الأصيل لعذب الأداء والعزف وجاد العازفان ببرنامج متميز نال إعجاب الحاضرين وأعجب خاصة بصوت ايفجينيوس فولغاريس، حيث أن نغماته كانت قريبة من الأنغام الجزائرية الأصيلة، كالأندلسي والشعبي. وايفجينيوس فولغاريس بدأ تكوينه الموسيقي سنة 1985، من خلال دراسة الموسيقى البيزنطية وشارك في العديد من الحفلات في اليونان وفي الخارج، إضافة إلى نصوص موسيقية لموسيقيين يونانيين، واستعان بتسجيلات للإذاعة والتلفزيون والسينما، ويعد أول من عزف على آلة «الموندول» في أوركسترا الألوان. وفي أفريل من عام 2000، أسس جوق «روميو» الذي حصد آراء إيجابية جدا ولقي ردود فعل مشجعة حول إمكانياته في الموسيقى التركية، ومنذ سنة أسس فرقة مع عازفة السانتوري أورانيا، وهما يستعدان لإصدار ألبومهما الأول. وفي تصريح للصحافة، أكدت أورانيا العازفة اليونانية على آلة السانتوري، أنها تشارك للمرة الثانية في المهرجان والمرة الأولى كثنائي مع عازف العود فولغاريس، إذ أعربت عن سعادتها لحضورها الدورة التاسعة للتظاهرة، حتى تقديم الموسيقى التقليدية اليونانية بالعزف على آلات تقليدية، ك«السانتوري» اليوناني الذي يشبه القانون العربي والعود التركي. وقالت المتحدثة بأن الفرقة التي تتكون من الثنائي، تأسست منذ سنة، وفي إطار جولتها الفنية حطت رحالها بالجزائر ضمن المهرجان، مشيرة إلى أنهما بصدد إطلاق ألبوم موسيقي غنائي مستوحى من التراث اليوناني، بلمسة فنية جديدة على مستوى نقاوة الصوت، دون الاستغناء عن الصوت الطبيعي للآلات التقليدية. وبخصوص الموسيقى اليونانية، قالت أورانيا بأنها تتميز بالمزج مع أنواع موسيقية تقليدية، خاصة في المنطقة، وتأثرها بالموسيقى العربية والتركية.