أفلحت وحدة متخصصة في مكافحة الإرهاب تابعة للجيش الوطني الشعبي، في القضاء على أمير جماعة "جند الخلافة في أرض الجزائر" التي أعلنت مبايعتها لتنظيم "داعش" ونفذت عملية اختطاف وذبح الرعية الفرنسي، بيار إيرفي غوردال، بأعالي منطقة القبائل. وذكرت مصادر أمنية رفيعة المستوى ل"البلاد" أن العملية التي أشرف عليها القطاع العملياتي لولاية بومرداس بالتنسيق مع وحدة من القوات الخاصة أمس الأول في منطقة يسّر، انتهت بالقضاء على زعيم تنظيم ما يعرف ب"جند الخلافة في أرض الجزائر"، فرع تنظيم "داعش"، عبدالمالك قوري المكنى خالد أبوسليمان وذراعه اليمنى "طرفي رابح" وإرهابي ثالث. وكان عناصر من القوات الخاصة يراقبون تحركات قوري على الأرض منذ نحو أسبوع مباشرة بعد تحديد موقعه والحيز الجغرافي لتنقلاته عن طريق طائرة مروحية مجهزة بوسائل رصد واتصال وتصوير متطورة وفقا لإفادات المصدر. وأوضح هذا الأخير أن الوحدة التي كلفها نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الشعبي الوطني بعملية التعقب، تمكنت من قتل الإرهابي الثالث الذي كان رفقة زعيم جند الخلافة، وهو انتحاري كان يرتدي حزاماً ناسفاً جاهزاً للتفجير، حيث كانت المجموعة الإرهابية على متن سيارة سياحية في مدخل مدينة يسر، بصدد تنفيذ عملية انتحارية. ونقلت مصادر مطلعة أن عبد المالك قوري الذي انشق عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وعن أميرها الوطني عبد المالك درودكال، وأعلن مبايعته لزعيم "داعش" أبوبكر البغدادي، رغم أنه لا يحوز على أكثر من 22 عنصرا، اجتمع مؤخرا بمن بقي من أتباعه في منطقة بين البويرة وتيزي وزو بعد اشتداد الحصار المضروب على المنطقة وسقوط العديد من عناصره لاستعراض خطة جديدة لبعث النشاط الارهابي من خلال التركيز على العمليات الانتحارية وتكثيف استهداف المراكز الأمنية، بحثا عن الصدى الإعلامي بعد تعذر القيام بعمليات اختطاف لرعايا وعمال أجانب في المنطقة منذ اغتيال الفرنسي غوردال. وأشار المصدر إلى أن تحركات المجموعة كانت تحت المجهر الأمني منذ أسابيع، بعد تمكن مصالح الأمن المتخصصة من تفكيك خلية دعم وإسناد يمتد نشاطها على محور البويرة وبومرداس، حيث زودت قوات الأمن العملياتية بمعطيات مفصلة عن تحركات وخطط "جند الخلافة" بشكل استدعى انتداب فرقة من القوات الخاصة المتدربة على العمليات القتالية والاشتباكات لمتابعة تحركات النواة الصلبة للتنظيم من خلال رصد كل تنقلات عبد المالك قوري الذي كانت طائرة مروحية وأخرى دون طيار تصوّر كل تحركاته إلى غاية عملية الإيقاع به عند المدخل الغربي لمدينة يسّر شرقي بومرداس، وتحديدا بالموقع المعرف باسم "شارع المطاعم"، حيث فتحت الوحدة المكلفة بالعملية النار على قوري ورفيقيه، ما لم يدع فرصة للإرهابيين للقيام بأي مناورة ومكنها من تحييد المجموعة وقتلها، وكان بعض عناصرها يرتدون الأحزمة الناسفة في مؤشر على أن قوري كان يتابع عن قرب تنفيذ عملية انتحارية وشيكة، وفقا للمعلومات الاستخبارية التي كانت بحوزة قوات الأمن. تحركات مشبوهة على محور البويرة بومرداس وأوضح المصدر أن مصالح الأمن المختصة رصدت في الآونة الأخيرة تحركات لجماعة الإرهابي قوري عبد المالك البالغ من العمر 37 سنة، على محور البويرة وبومرداس، مشيرا إلى أن هذا الإرهابي الذي تولى سابقا العديد من المهام والرتب في تنظيم القاعدة، آخرها أمير كتائب الوسط، قبل انشقاقه مؤخرا عن هذا التنظيم ومبايعته "داعش"، كان يسعى لتنفيذ عملية استعراضية في قلب مدينة بومرداس. وتعرف مصالح الأمن عن عبد المالك قوري ميوله لتنفيذ العمليات الإرهابية الأكثر دموية على غرار ما كانت تقوم به الجماعة الإسلامية المسلحة، فهو من قرية "بوظهر" بمنطقة سي مصطفى في بومرداس التي "صدرّت" العديد من الأمراء المتشددين الذين قضى عليهم الجيش. وكان شقيقه الصغير، خالد قوري، لقي مصرعه على يد قوات الأمن العام الماضي. من جهتها أكدت وزارة الدفاع في بيان مقتضب تلقت "البلاد" نسخة منه، أن "العملية العسكرية التي تم بموجبها القضاء على 3 إرهابيين أمس الأول بمنطقة يسر بالقطاع العملياتي لبومرداس بالناحية العسكرية الأولى، قد أكدت مقتل الارهابي الخطير عبد المالك غوري"، وذكرت الوزارة أن "عمليات التعرف على هوية القتلى بينت أن واحدا منهم هو الإرهابي قوري عبد المالك ، الذي تبنى اغتيال الرعية الفرنسية آرفي غوردال.