يبدو أن عملية القضاء على أمير جند الخلافة بالجزائر المدعو خالد أبو سليمان سيكون منعرج وال هذا التنظيم الذي ظهر بالجزائر عقب اغتيال الرهينة الفرنسي غوردال. تتطرّق " المستقبل العربي "في هذا الملف إلى أهمّ وأبرز محطات تأسيس هذا التنظيم المزعوم انطلاقا من ولاية بومرداس، ومن انشقاق أحد أكبر قادة تنظيم القاعدة في المغرب المدعو (خالد أبو سليمان) واسمه الحقيقي (قوري عبد المالك) وإعلان ولائه لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف ب (داعش)، إلى غاية مصرعه أمس على يد قوات الجيش بمدينة يسر ببومرداس. * هكذا تم القضاء على " أمير " داعش بالجزائر تمكنت وحدة مختصة لمكافحة الإرهاب تابعة لمصلحة الاستعلام والامن بالتنسيق مع أفراد الجيش الوطني الشعبي بالقطاع العملياتي لبومرداس، من القضاء على أمير تنظيم "داعش"، أو ما يعرف ب "جند الخلافة" في الجزائر، عبد المالك قوري المكنى خالد ابو سليمان وذراعه الايمن وإرهابي ثالث ليلة الاثنين الى الثلاثاء بمدينة يسر 15 كلم شرق ولاية بومرداس. ففي حدود الساعة الحادية عشر من ليلة الاثنين الى الثلاثاء، نفذت مصلحة مختصة في مكافحة الارهاب عملية نوعية مكنت من القضاء على امير تنظيم ما يعرف بجند الخلافة في ارض الجزائر فرع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام " داعش"، وذراعه الايمن " طرفي رابح " وإرهابي اخر انتحاري كان يرتدي حزام ناسف جاهز للتفجير، حيث كانت المجموعة الارهابية على متن سيارة سياحية بالطريق الوطني رقم 68 في شقه الرابط بين بلدية يسر وشعبة العامر على مستوى مدخل الشرقي لبلدية يسر. وعرفت هذه الجماعة بإعلان ولائها لتنظيم "داعش" وبعدها باختطاف واعدام رعية فرنسي، هرفي غوردال بأعالي تيكجدة. وكان بيان لوزارة الدفاع الوطني، صدر اليوم أشار الى القضاء على ثلاثة ارهابيين بمدينة يسر بولاية بومرداس. ومنذ لحظات وزارة الدفاع مقتل المدعو عبد المالك قوري في العملية المنفذة بيسر بولاية بومرداس. بعد أن أعلنت في وقت سابق أنه يجري التأكد من هوية الارهابيين الذي تم القضاء عليهم بولاية بومرداس. * من هو "قوري عبد المالك" الملقّب ب (أبي خالد سليمان)؟ استنادا إلى مصادر إعلاميه فإن (قوري عبد المالك) الملقّب ب (أبي خالد سليمان) 37 عاما، ولد عام 1977 بقرية (بوظهر) بمنطقة سي مصطفى ولاية بومرداس، اِلتحق بالتعليم حتى المرحلة الإعدادية، وكان أكبر إخوته ولم يعرف له عملا سوى رعي الغنم على أطراف قريته، حسب رواية المقرّبين منه منذ الطفولة، ويعرف الأمن الجزائري عن قريته (بوظهر) أنها معقل تصدير أمراء التشدّد، حتى أن شقيق (قوري عبد المالك) الأصغر (خالد) كان قد لقي مصرعه على يد قوات الأمن عام 2013 وتردّد اسمه بسبب ضلوعه في تدبير الهجمات الإرهابية التي وقعت بين عامي 1992 2002 في الجزائر واتّهم في قضية إسناد ودعم الجماعات الإرهابية وحكم عليه بالسجن 5 سنوات• وحسب ذات المصادر فقد أفرج عن (عبد المالك) عام 1999 وأصبح تاجر دواجن، إلاّ أنه بعد الإفراج عنه بفترة وجيزة كان من أوائل الأشخاص الذين انضمّوا إلى (الجماعة السلفية للدعوة والقتال) وهي جماعة إسلامية مسلّحة مدرجة في قائمة المنظّمات الإرهابية• وفي عام 2007 انتقل (عبد المالك) إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتولّى فيه العديد من المهام والرتب وتمكّن من البروز في التنظيم والوصول إلى مراتب الإمارة في ولايات الوسط بعد عمله مستشارا ل (عبد المالك درودكال الأمير الوطني)، إلى أن لقي حتفه أمس بمدينة يسر شرق ولاية بومرداس خلال كمين محكم للجيش الوطني. * توتّر العلاقة بينه وبين "درودكال" وولاؤه ل "داعش" يرى محلّلون ومختصّون في الشأن الأمني أن الضربات الموجعة التي تلقّاها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالجزائر تمخّض عنها زوال العديد من الكتائب الإرهابية وتوتّر العلاقة بين قادتها وزعيم تنظيم القاعدة، ما دفع -حسب هؤلاء- إلى انشقاق أحد أكبر قادة تنظيم القاعدة في المغرب المدعو (خالد أبو سليمان) واسمه الحقيقي (قوري عبد المالك)، الذي استغلّ فرصة ظهور التنظيم المزعوم الذي يطلق عليه اسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف ب (داعش)، ليولد بذلك تنظيم جديد يملك خبرة وتجربة القاعدة في القتال في الجزائر ويحمل الأفكار المتطرّفة لهذا التنظيم الجديد• وأعلن (أبو سليمان) انشقاقه عن القاعدة ومبايعته لما يسمّى ب (خليفة المسلمين أبي بكر البغدادي)، كاشفا عن تنظيمه الجديد الموالي ل (داعش) (جند الخلافة في أرض الجزائر)، حيث تمّ ربط الأسباب بأن القاعدة انحرفت عن مسارها، قائلا: (القاعدة الأمّ انحرفت عن الجادّة)، وأن (داعش) هو التنظيم الأحقّ بالمبايعة، وجاء في بيان له نشرته مواقع إعلامية ولم تتبيّن صحّته بعد: (نعلن البيعة لأبي بكر البغدادي على السمع والطاعة، في المنشط والمكره، والعسر واليسر)، مضيفا: (بشرى لشيخ الإسلام الذي له رجالا في المغرب العربي) ومؤكّدا (إنهم جند للخلافة في الجزائر وسهام تنتظر أمر البغدادي ليرمي بها حيث شاء)، وتقرّر تأسيس التنظيم -حسب البيان- (بعد اجتماع لمجلس شورى منطقة الوسط في كتيبة الهدى وبعض السرايا التي كانت تتبع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، حيث تمّ الاتّفاق على تأسيس (جند الخلافة في أرض الجزائر) بقيادة (خالد أبي سليمان) وبيعة (البغدادي)• * انهيار "القاعدة" وبوادر ظهور معالم التنظيم المزعوم في الجزائر أغلب التفسيرات التي تبنّاها العديد من المحلّلين انصبّت حول زوال العديد من الكتائب الإرهابية للتنظيم الإرهابي الذي يتزعّمه عبد المالك (درودكدال)، خاصّة بالجهة الشرقية، حيث تلقّى التنظيم الذي كان يترأسه زعيم (جند الخلافة) المزعوم سابقا والمعروف بكتيبة (الأرقم) ضربات موجعة على يد قوات الأمن أفقدته العديد من الأمراء والعناصر الإرهابية وقدراته القتالية ومنه تمّ تأسيس التنظيم الجديد وإعلان ولائه للبغدادي، ومنه يمكن طرح السؤال هل: (داعش الجزائرية إن صحّ التعبير تلهث وراء الصدى الإعلامي؟) بعد إعدام الرهينة الفرنسي• وكان للعمليات الناجحة التي قامت بها قوات الأمن المشتركة بولاية بومرداس في مطاردة فلول الجماعات الإرهابية المتبقّية بالولاية خاصّة بأعالي الجبال، والتي مكّنت من القضاء على العديد من العناصر الإرهابية تترجم ميدانيا في زوال كتائب الإرهابية الناشطة بولاية بومرداس، ما أعطى ضربة موجعة يتلقّاها ما يسمّى (تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) تحت إمرة أميرها الوطني (عبد المالك درودكال) المكنّى (أبو مصعب عبد الودود)، ومن بين العمليات الناجحة نجد عملية القضاء على 11 إرهابيا، من بينهم 3 أمراء، وهم على التوالي: المدعو (ه. ط) أمير سرية (جراح)، (أ. ر) أمير سرية (الثنية) وأمير سرية بني عمران المدعو (د.ع) في شهر فيفري 2012 بمنطقة بني خليفة الجبلية ببني عمران، أكبر عملية• إذ كان ينشط هؤلاء المقضى عليهم ضمن كتيبة (الأرقم) التي هي تحت إمرة الإرهابي قوري (عبد المالك) المكنّى (خالد أبو سليمان) بإقليم نشاط الممتدّ من زمّوري-سي مصطفى إلى غاية بني عمران وعمال شرق بومرداس، وقد تلقّى التنظيم الإرهابي الذي يترأسه (قورين) ضربات قاسمة بفقدانه لعناصره• * قوات الأمن تجفف عدة شبكات للدعم والإسناد للإرهابيين يبدو أن الحصار الذي تفرضه قوات الأمن المشتركة الخاصة في مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع قوات الجيش الوطني في ببومرداس وبفضل حنكة قوات الجيش والاستراتيجية الجديدة في مكافحتها، توصلت إلى تفكيك العديد من شبكات للدعم والإسناد اللوجيستيكي للإرهاب الناشطة بالولاية وحسب المعلومات المتوفرة لدى "المستقبل العربي فإن من بين الشبكات التي تمكنت مصالح الأمن ببومرداس بناء على معلومات وردت إلى القوات من تفكيكها كانت تنشط بمنطقة بغلية شرق ولاية بومرداس حيث تتكون من عنصرين ينحدران من بلدية بغلية ، كانا يعملان عناصر دعم وإسناد للجماعات الإرهابية التي لا تزال ناشطة، خصوصا في الجهة الشرقية لبومرداس والحدود مع تيزي وزو، وجاءت هذه العملية بعد ورود معلومات مؤكدة لعناصر الأمن ، ليتم توقيف المعنيان وحجز هواتف نقالة ومبلغ مالي معتبر ، بتهمة دعم وإسناد جماعات إرهابية، وتعد العملية الثانية بعد تلك التي تمت خلال شهر أفريل من العام الجاري ببلدية بغلية أين تم توقيف 4 أشخاص بنفس التهمة ينحدرون من بلدية أولا عيسى وذلك بعد معلومات وردت عناصر الأمن تفيد بأن المتهم المكنى بالتهامي ومنذ خروجه من السجن بتاريخ 20 أكتوبر 2013 وهو على علاقة مع الجماعات الإرهابية، وهو على اتصال شبه دائم مع المكنى " أبو شعيب" ويتلقى مكالمات هاتفية، منها واحدة تضمنت طلب مساعدته لزيارة والدته المريضة بقريته، وهو ما كان فعلا ليبقى على اتصال به، حيث حدد موعدا معه لتسليمه مبلغ لاقتناء أغراض للإرهابيين بمسجد أولاد عيسى. كما ترك له شريحة هاتف نقال من أجل التواصل معه. وردت معلومات أخرى عن تعامل المتهم الثاني" م. ت" مع الإرهابي نفسه، حيث تم توقيفه وحجز هاتف نقال وشريحة كان يستعملهما في الاتصال بالإرهابيين. هذا الأخير أكد أنه ينشط مع الإرهابيين منذ سنة 2011 بعد لقائه إرهابيين بالناصرية وقام باقتناء 10 علب من الحليب وحلويات لهما. لتواصل اللقاءات في منزل مهجور بالمنطقة، حيث سلماه شريحة هاتف نقال للتواصل معهما، وتم تكليفه بتزويد الإرهابيين بالمؤن والمواد الغذائية. * محللون: "نهاية زاعمة " داعش" توحي بزوال التنظيم" رجح أمس محللون ومختصون في الشأن الأمني أن العملية الأخيرة لقوات الجيش الوطني بيسر ببومرداس التي تكللت بالقضاء على أمير جند الخلافة، سينزل كالصاعقة على التنظيم، مرجحين بداية سريعة لزوال هذا التنظيم الذي لم يجد ظالته في الجزائر-حسب تقارير أمنية نقلتها وسائل الإعلام مؤخرا – وهذا ما أكده الوزير الأول عبد المالك سلال في الكثير من المرات أن "الجزائر لا تعرف داعش لا من قريب ولا من بعيد". مؤكدا أن هذا التنظيم لا يشكل أي خطر عليها في ظل المجهودات الجبارة التي يقوم بها الجيش الوطني الذي أفاد أمس في لبيان وزارة الدفاع أن العملية العسكرية التي قادت إلى مصرع 3 إرهابيين أمس الاول بمنطقة يسر بالقطاع العملياتي لبومرداس بالناحية العسكرية الأولى أثبتت عمليات التعرف على هوية القتلى أن واحدا منهم هو الإرهابي الخطير قوري عبد المالك ، الذي تبنى اغتيال الرعية الفرنسية آرفي غوردال و قال البيان الثاني للدفاع أن مفرزة أخرى بالقطاع العملياتي لتيزي وزو بالناحية العسكرية الأولى، تمكن اليوم 23 ديسمبر على الساعة العاشرة صباحا، بالقرب من بلدية أكرّو ، دائرة أزفون من القضاء على إرهابيين خطيرين (02) واسترجاع بندقيتين آليتين (02) من نوع كلاشينكوف و يلفت بيان الدفاع أن حصيلة العمليتين النوعيتين المنفذتين خلال 24 ساعة الماضية قادت إلى القضاء على خمسة (05) إرهابيين واسترجاع أربعة بنادق آلية (04) من نوع كلاشينكوف.