خيم الصمت على موقف السلطات الفرنسية تجاه القضاء على مدبر ومنفذ مقتل الرعية الفرنسي غورديل، حيث غابت خطابات الإليزيه حول الحادثة التي سجلت إنهاء تنظيم داعش في الجزائر في وقت كانت قد تعالت الأصوات الفرنسية على المستويين الشعبي والحكومي فور قتل الرعية الفرنسي غورديل على أيدي تنظيم جند الخلافة الذي أعلن ولاءه لتنظيم داعش. فرنسا تلتزم الصمت.. وترفض التعليق شكّل الموقف الرسمي الفرنسي الغائب بعد العملية العسكرية النوعية التي نفذها الجيش الوطني الشعبي ضد الرأس الأول في تنظيم جند الخلافة التي أسفرت عن مقتل الإرهابي عبد المالك غوري نقاط استفهام عديدة، حيث لم تصدر أي جهة تعليقا أو بيانا حول العملية رغم تعالي أصواتها وتصريحاتها عشية مقتل الرعية الفرنسي إيرفي غورديل، حيث توالت التنديدات والتهديدات من قبل المسؤولين الفرنسيين في الحكومة وفي وزارة الدفاع بعد مقتل غورديل، وكان رد الرئيس الفرنسي فوريا من واشنطن واصفا الفعل بالشنيع والمشين، راميا خلفيته إلى كون الرعية "فرنسي"، وأثارت العملية الإرهابية سخطا كبيرا في الأوساط الفرنسية التي طالبت حينها بضرورة تعقب الفاعلين ومحاسبتهم، لكن بالمقابل وبعد القضاء على الرأس المدبر للعملية التي هزت العالم وتناولتها مختلف الوسائل الإعلامية الأجنبية، كما علق عليها الكثير من المسؤولين الغربيين رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية التعليق على إعلان الجيش الجزائري القضاء على عبد المالك ڤوري. مجاهد: فرنسا خسرت ورقة ضغط بمقتل الإرهابي غوري ويؤكد هذا الرد حسب العقيد عبد العزيز مجاهد، مدى الصدمة التي تلقتها السلطات الفرنسية بعد العملية النوعية الناجحة التي جعلت فرنسا تخسر ورقة ضغط على الجزائر، واعتبر أن وجود هذا الإرهابي ونشاطه ضمن تنظيم جند الخلافة الموالي لداعش كان يشكل عنصرا هاما لخدمة المصالح الفرنسية، حيث إن وجوده كان يخدم فرنسا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهي التي تسعى دوما لاستغلال التنظيمات الإرهابية من أجل تنفيذ أجندتها في عدد من الدول التي تتخذ فيها من العمليات الإرهابية ذريعة لتدخلها في شؤون الدول أو التدخل العسكري المباشر على غرار ما وقع في مالي وفي دول الشرق الأوسط، واعتبر العقيد مجاهد أن رد وزير الخارجية كان كافيا لكشف وتعرية الموقف الفرنسي الذي يزعجه نجاح الجيش في إسقاط هذه الورقة، لاسيما أنه يرفض الاعتراف بجهود الجيش الجزائري في مواجهة الإرهاب رغم التصريحات "المعسولة" من قبل عدد من المسؤولين الفرنسيين. ميزاب: فعالية القوات المسلحة تغيض مسؤولي باريس من جهته، اعتبر المحلل الأمني أحمد ميزاب في اتصال بÇالبلاد"، أن غياب الموقف الفرنسي دليل على أن فرنسا تحرجت من نجاح العملية النوعية للجيش الجزائري والاستخبارات التي تدخل ضمن حلقات نجاحه في مكافحة الإرهاب، حيث إن فرنسا لم تجد -حسبه- ما تقوله حيال مهنية واحترافية القوات المسلحة التي تمكنت في وقت قياسي من طي صفحة ملف "مقلق"، خاصة بعد توظيفه واستغلاله من قبل جهات إعلامية حاولت الترويج لإمكانية استغلال هذا الملف في الضغط على الجزائر، والمطالبة بفتح تحقيق على غرار ملف تيبحيرين. وأضاف المتحدث أن نجاح الجزائر في استراتيجيتها الأمنية الفعالة وتمكنها من القضاء على زعيم تنظيم خطير قد وضع فرنسا في موقف محرج، لأنها تدرك أن الجزائر تملك قراءة واستراتيجية صحيحة في مكافحة الإرهاب على خلاف فرنسا التي تبين أن أسلوبها خاطئ في مكافحة الإرهاب، فالجزائر نجحت في واقعة تيڤنتورين دون تفاوض، في حين أن فرنسا تدفع الفديات أو تفاوض الجماعات الإرهابية من أجل تحرير رهائنها.