خصوم سعداني يتوجسون خيفة من أي مفاجأة غير سارة شرع حزب جبهة التحرير الوطني، في تحضير قواعده للمؤتمر القادم من خلال عقد مجموعة من الندوات التكوينية الجهوية هدفها توحيد التفكير السياسي لدى المناضلين قبيل المؤتمر العاشر الذي لم يتم ضبط تاريخه لحد الساعة في وقت تعيش فيه الأطراف المتصارعة داخل الحزب قلقا متباينا بسبب غموض الرؤية حول مستقبل الحزب، وغموض موقف السلطة الحالية من الصراع الدائر فيه دون حسمه لصالح أي طرف. وينتظر أن تزيح الأيام المقبلة من السنة الجديدة الغموض حول مصير حزب جبهة التحرير الوطني، حيث إن الأمور داخل بيت الأفلان وحسب مصادر مقربة غير متوازنة بالشكل المطلوب لإنجاح المؤتمر القادم، الذي أكد بشأنه الأمين العام عمار سعيداني أنه سيكون في الثلاثي الأول من 2015، لكن موعده لم يتحدد بعد لاعتبارات عدة، حيث إن التحضير له من الناحية العملية لم يتم بعد على صعيد الميدان ما عدا تنصيب اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر التي هي اللجنة المركزية بجميع أعضائها، وهو إجراء طبيعي يسبق أي مؤتمر على غرار ما قام به حزب الأرندي الذي نجح حسب أمينه العام في تجاوز كل العقبات وحدد مجلسه الوطني بداية جانفي المقبل، لكن الأوضاع تختلف داخل الحزب العتيد الذي لا يزال أمينه العام ينتظر الإشارات القوية الحقيقية من السلطة، مما يعني أن الحزب مرهون بالتطورات التي ستعرفها الأشهر القليلة المقبلة على المستوى السياسي العام، لاسيما أن محافظات الأفلان لم تعقد لحد الآن الجمعيات العامة للقسمات وانتخاب المندوبين للمؤتمر، وكل هذا لم يحدث وكل شيء مجمد وهو ما أدخل القلق في نفس القيادة والمحيطين بها. مما يطرح تساؤلات حول مصير سعداني على رأس الأفلان، لاسيما أن مصادر أفلانية تتحدث عن أن أياما باتت معدودة داخل الحزب. في الجهة المقابلة، يعيش معارضو عمار سعداني نفس القلق بسبب غموض الرؤية بالنسبة إليهم أيضا، وهؤلاء الذين خفت صوتهم وتلقوا ضربة قوية بعد إقالة عرابهم عبد العزيز بلخادم من رئاسة الجمهورية قبل أشهر، عادوا في المدة الأخيرة للنشاط باحتشام، بعد تسارع الأحداث داخل بيت الأفلان وخروج بعض النواب عن طاعة سعداني، لكن هؤلاء الذين لم يتمكنوا منذ أكثر من عام من التهديدات من فعل أي شيء يعيشون هم أيضا قلقا كبيرا بسبب ضعفهم الملحوظ في الواقع، وبسبب يقينهم بأنه لو يذهب سعداني نحو المؤتمر ويفوز مرة أخرى بمنصب الأمين العام فإنه لن يبق لهم أي أثر في ساحة الحزب العتيد، وهم أيضا لم يتلقوا أي ضوء أخضر من أصحاب القرار للإطاحة بعمار.