برأت، أمس، محكمة جنايات مجلس قضاء العاصمة، شابين ينحدران من ولاية المسيلة من جناية عدم التبليغ عن جناية وبث الرعب وخلق جو انعدام الأمن طال السفارة الأمريكية المعتمد بالجزائر عن قضية أحدثت حالة من الهلع والرعب وسط الهيئة الدبلوماسية الأمريكية. وقائع هذه القضية، تعود إلى تاريخ 16 مارس 2013، حين تلقت فرقة مكافحة الإرهاب والتحريض بالمقاطعة الوسطى للشرطة القضائية، محضرا بناء على مراسلة أصدرها المكتب الجهوي للأمن التابع لسفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية المعتمدة بالجزائر، للتبليغ عن مضايقات واستفزازات هاتفية تلقتها من قبل المدعو "ب. ع«، أعزب، بدون مهنة ويبلغ من العمر 25 سنة الذي سبق له أن قدم إلى مصالح السفارة يومي 27 جانفي و13 فيفري من السنة الجارية، وأخطرهم بأن الجماعات الإرهابية تنوي تفجير مقر السفارة الأمريكية، ليتم فتح تحقيق بهذا الشأن، حيث تم إيقاف المشتبه فيه. وهي الواقعة، حسب ادعاءات السفارة الأمريكية بالجزائر، التي أحدثت حالة رعب ولا أمن في صفوف أعضاء الهيئة الدبلوماسية الأمريكية. ومن خلال مباشرة التحريات، واستجواب المتهم المشتبه فيه، أنكر الأفعال المنسوبة إليه وأكد لمصالح الأمن الجزائرية، أنه قصد السفارة الأمريكية بالجزائر من أجل الاستفسار عن إجراءات منح التأشيرة، ليتراجع ويؤكد أنه رافق المدعو "س. م« وهو تاجر يمتهن بيع الأعشاب من المسيلة إلى العاصمة، وأن هذا الأخير عرفه على شخص سوي اللهجة بغية تجنيده من أجل الالتحاق بالمعارضة السورية، ليتوجه برفقته إلى مقر السفارة الأمريكية، وهناك عرضت عليه أمريكية موظفة بذات الهيئة الدبلوماسية تزويدها بمعلومات عن الجماعات الإرهابية المسلحة بالصحراء وكذا المخططات التي تستهدف المصالح الأمريكية مقابل مبالغ مالية تقدر ب 10 آلاف أورو عن كل معلومة، محذرة إياه بعدم الإفصاح عن الإتفاق للسلطات الجزائرية، حيث أفاد أثناء التحقيق معه بأنه فعلا اتصل بمصالح السفارة الأمريكية من خلال إجراء عدة مكالمات هاتفية، وأعلمهم بأنه سبق أن أدين ب3 سنوات سجنا نافذا عن ارتكابه جناية الانخراط في جماعة إرهابية وعمره 17 سنة، عقب القبض عليه على مستوى منطقة الثنية بولاية بومرداس سنة 2007، حين كان بصدد نقل رسالة لخاله الإرهاربي الذي يعد أمير تلك المنطقة، وأن لديه اتصالات تمكنه من الحصول على معلومات تخص الجماعات الإرهابية، كما أكد أن المصالح الدبلوماسية الأمريكية عرضت عليه شريط فيديو يخص تهديدات أطلقها الإرهابي "مختار بلمختار" يحرض على ضرب مصالح أمريكا، لتطلب منه ممثلة السفارة الأمريكية بالجزائر إفادتها بمعلومات بخصوص المنفذين لهذا الاعتداء مقابل أي طلب يتقدم به.