قافلة من الكلاب الضالة المسلحة بأحدث الأنياب، تجتاح حياً بأكبر وأقدم وأعرق مدينة بولاية الجلفة، تدعى ''مسعد'' التي يتجاوز تعداد ''مساكينها'' أو سكانها، لا فرق، 200 ألف نسمة، وتعيث في أطفال ''الحي'' عضا ونهشا· الواقعة لم تكن الأولى في وطن مفتوح على نهش الكلاب، فقبلها بسوق اهراس وقبلها بعين تموشنت، ومنذ زمن لم يسقط ''عضه'' بالتقادم، عشنا الحالات نفسها: قوافل من الكلاب تسقط بين أنيابها مدن وقرى ودواوير ليصحو الوطن على أن للكلاب جولة في برامج التنمية المحلية·· ماذا نسمي ما يجري من ''غزو'' كلبي لأطروحات التنمية التي يجاهر بها المسؤولون، وأين يمكننا أن نقبض على مسميات المشاريع والبرامج والآفاق التنموية، إذا كان لنا في كل ''زقاق'' مجموعة كلاب ناهشة عجزت سلطات التنمية عن درء خطرها على العزل و''الهزل'' من مواطنين، أصبح عضهم بندا من بنود برنامج ''كلبي'' يتربص بمن لا سند ولا ''عصا'' تحميه من فئة ''العضاضين'' بغض النظر إن كانوا كلابا أو أبناء وأحفاد كلاب··؟مهازلنا لم تنته غدا، وعض الكلاب كظاهرة مازلنا نعايش يوميات نهشها تعبير صادق عن أننا ''غائبون'' عن أي أجندة تنموية· فالمسؤولون الذين تسيطر على مدنهم ''كلاب'' تخلت عن مهن النبح فتحولت إلى كائنات ''عاضة'' بالجملة، مسؤولون ''عاضون'' مثلهم مثل أي ''عاض'' عابر للتنمية ولمشاريع ''حك تربح'' أو ''تنبح''··بمدينة أخرى، وتزامنا مع ''كلاب'' الجلفة التي نهشت ولاتزال تنهش، حذّرت سلطات تلك الولاية من ''قرد'' أشيع أنه نزل من الغابة وراح ينهش ويعض مثله مثل أي ''كلب''، ورغم أنه لا إحصائيات دقيقة عن عدد الضحايا، إلا أنه يكفي أن نعلم أن سلطات تلك المنطقة وأظنها في الشرق الجزائري سخرت كافة إمكانياتها التنموية للقضاء على قرد قالوا إن به ''كلبا''·· يعني أن كل الأشياء في هذا البلد تحولت إلى أشياء عاضة ووحده ذلك المسكين المسمى مواطنا من لايزال يقوم بدور ''المعضوض'' على أكمل وأتم و''أسمن'' وجه، فارحمونا من نهش الكلاب والقردة في زمن ''التنمية'' المستدامة هذا··