الفاتح والملك والداعية امعمر القذافي، الذي كان له الفضل في إسلام ''أنفار'' من نسوة روما، ظهر أنه ألّف رواية أو قصة عنوانها ''الفرار إلى جهنم''· والرواية إياها مشروع فيلم بقلم رئيس جمهورية عربية، قرر أن يكون كل شيء فكان له ما أراد، فهو الإمام وهو السلطان وهو الشاعر وهو ملك الملوك وأمير السند والهند، والمهم أنه الآن الكاتب ''الفار'' من جهنم باتجاه جهنم· أطربتني فكرة المسلسل الذي ألف قصته القذافي، والذي ينتظر منه أن يعري الحكام العرب، كل باسمه ورسمه، مادام العالم كله متفق على أن مخترع لكمة وكلمة'' طز'' ليس لديه ما يخسر· لكن ما أضحكني أكثر وأكبر أن الداعية القذافي الذي أدخل ''نسوة'' روما إلى الجنة بعدما ''أثملن'' على يديه وقطعن أيديهن من حسنه أو من ''خبله''، انقلب على عقبيه في اليوم الموالي وراح يمدح في قبلة ''جهنم''، وبعد أن كان سيادته داعي ''جنة'' تحول إلى داعية ''نار'' بين فتوى وضحاها؟ماذا ينتظر من زعيم بهذه المواصفات وماذا يرتجى من حكام عرب، هذا أحد نجومهم، وهل هناك ''هبل'' وخبل عربي أكبر من الرؤساء عندنا، وفق منطق القذافي ومبارك وغيرهم، قد حولوا الشعوب إلى مسخرة، حينما يؤلفون عن ''جهنم'' هم حطبها ونارها ويدعون الناس إلى الفرار إليها، في ترويج بأن الزعيم والقائد سيظل هو الملهم في الحرب والسلم وفي ''الجنة'' والنار، ترى، ألم يكن الأولى لمؤلف ''الفرار إلى جهنم'' أن يكشف لبني أمته من أين جاءت جهنم أصلا ومن هم سدنتها وخزنتها؟ والأكثر من ذلك ماذا يعرف ''قذافي'' ليبيا وإخوانه في ''جهنم'' حتى يروج للهيبها الذي اصطلى به ''فقراء لا يدخلون الجنة''··؟