حذر الخبير الاقتصادي ومدير مركزي مكلف بالاستراتيجية والاستشراف على مستوى وزارة الطاقة سابقا، بن حمو، من مخاطر استخراج واستكشاف الغاز الصخري على البيئة والصحراء الجزائرية، التي قال إن الحياة ستصبح مستحيلة بها خلال بضعة سنوات، ووصف الخبير ذاته والذي عاصر مرحلة الوزير المتهم في قضية سوناطراك 2 شكيب خليل، تصريحات وزيرة البيئة دليلة بوجمعة بالكاذبة والتي لا تمت للواقع بأي صلة. وقال بن حمو إنه في حال حدوث أي زلزال بالجنوب، فالكارثة ستكون كبرى وستسجل مجزرة في حق الجزائريين، متداركا بالقول "الحمد لله أن الجنوب خارج منطقة الزلازل وإلا فالجزائريون سيمحون من الوجود والمياه الجوفية ستتحول إلى سم قاتل"، مذكرا في هذا الإطار بالتجارب النووية وتجربة رڤان وتداعياتها التي لا تزال مستمرة إلى يومنا الحاضر. وطالب بن حمو خلال منتدى جريدة "لو شيفر دافار"، الحكومة ورئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بالتدخل فورا لوقف استكشاف الغاز الصخري بعين صالح دون أي تردد، قائلا إن العملية يجب أن تكون مقننة وأن يتم تنظيم استفتاء شعبي لتحري إذا ما كان الجزائريون سيوافقون على ذلك أم لا، مشيرا إلى أنه قبل هذا الاستفتاء يجب أن تنظم مشاورات وتكوينات للمواطنين لا تقل عن سنة، لتعقبها بعد ذلك عملية الاقتراع، مطالبا سوناطراك بفتح نقاش جاد وأن لا تتكتم عن الملف. ودعا بن حمو، حكومة عبد المالك سلال، إلى الاعتبار بفرنسا وبولونيا اللتان أوقفتا استكشاف الشيست على مستوى أرضيهما، رغم التكنولوجيات التي تمتلكانها، خلافا للجزائر التي لا تزال شديدة البعد في هذا المجال، واستشهد في هذا الإطار أيضا بأمريكا التي ناهض سكانها عملية استخراج الغاز الصخري ورفضوه رغم ما تمتلكه من مؤهلات ما يجعلنا، واليوم نتساءل عن السبب الذي يجعل الحكومة تصر على اتهام الجزائريين بالجهل، في الوقت الذي تتعمد وزارة وزيرة البيئة الكذب عليهم والقول بأن الغاز الصخري لا يضر بالبيئة. في حين يجمع الخبراء والأخصائيون على عكس ذلك. واتهم المتحدث، وزارة الطاقة بمغازلة شباب الجنوب ب50 ألف منصب شغل لإسكاتهم عن التجاوزات المرتكبة في هذا الإطار، وهو ما قال أنه غير جائز ولا منطقي، مناشدا الحكومة "أوقفوا الضحك على الناس والخزعبلات". وعن انخفاض أسعار البترول، أكد المتحدث أنها بلغت مرحلة الخطر وتجاوزتها بانخفاضها إلى 46 دولارا، فالبترول بات يباع بسعر رمزي، إن لم نقل مجاني واقترب من المستوى الذي حدد في ميزانية الخماسي 2015 2019 وهو ما يجعلنا اليوم نطرح الكثير من التساؤلات عن مصير الأجيال المقبلة، مشيرا إلى أن سوق المحروقات في العالم باتت حبيسة بارونات وعمالقة ومحتكرين، في إشارة منه إلى السعودية ودول الخليج.