حملة لجمع مليون توقيع وصفحات فايسبوكية تندد باستخراج "غاز الشيست" اتسعت رقعة الرافضين لقرار الحكومة القاضي بإستغلال الغاز الصخري، خوفا من اثاره السلبية على البيئة، حيث تندد مدونات إلكترونية باستغلاله، وفي مقابل ذلك تستمر الحكومة في مسعاها حيث ترى أنه لابد من إيجاد بديل للثروات التقليدية والتي اقترب وقت نضوبها، وهذا ما يعتبر فرصة لا تفوت للشركات الأجنبية بقيادة الفرنسيين والأمريكان الذين يرغبون في الاستفادة من الثروات الجزائرية على حساب أصحاب الأرض. شرعت مجموعة من الشخصيات بولايات الجنوب في إطار حملة لرفض استغلال الغاز الصخري حيث نشطت لقاءات مع سكان المنطقة للتعريف بخطورة هذه الطاقة، وجمع التوقيعات للتأكيد على رفض قرار الرئيس باستغلال الغاز الصخري. وقال علالي موفق، أحد المبادرين لجمع التوقيعات حسب ما نقلته وكالة الأناضول التركية: ”بدأنا في تعريف الرأي العام بخطورة الغاز الصخري وجمع التوقيعات، ونركز نشاطنا في المحافظات الجنوبية للجزائر لأنها الأكثر تعرضا للضرر البيئي الناتج عن استغلال الغاز الصخري”، وأضاف المتحدث ”سنواصل التعبير عن رفض هذا المشروع حتى إلغائه”. ومن جانبه، أكد مصباح حمو، أحد القائمين على الحملة ومسؤول حزب جبهة القوى الاشتراكية المعارض في الجنوب الجزائري: ل”الآناضول” لقد أثبتت كل الدراسات التقنية أن استغلال الغاز الصخري يؤدي إلى الإضرار بالبيئة وتلويث المياه الجوفية التي يعتمد عليها سكان المحافظات الجنوبية بالجزائر لري الأراضي الزراعية والشرب”. وقال بن عنتر يوسف، أستاذ الجيولوجيا في جامعة الجزائر في تصريح لوكالة الأناضول، ”يتطلب استخراج الغاز الصخري في السنوات الأربعين القادمة ضخ مياه في باطن الأرض كميتها الإجمالية 19 ألف مليار متر مكعب”. مذكرا بأنه ”من المعلوم أن الماء في الجنوب يُستخرج من باطن الأرض، حيث يقدر مخزون الجنوب الجزائري من الماء الجوفي بما يتراوح بين 25 و40 ألف مليار متر مكعب”. وخلص ذات المتحدث إلى أن ”السلطات ستهدر ما لا يقل عن نصف المخزون الإستراتيجي من المياه الجوفية في الجنوب الجزائري لاستخراج طاقة لسنا بحاجة إليها”. ومن جهة أخرى يقود ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي على غرار الفايسبوك حملة لنشر الوعي حول خطورة استخراج الغاز الصخري أو ما يعرف بغاز الأردواز، حيث أوردت صفحة ”لا نريد استخراج الغاز الصخري في الجزائر”، معلومات خفية بخصوص الاتفاقيات التي أبرمها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مع مسؤولين جزائريين بخصوص الغاز الصخري سربها وزير الخارجية الفرنسي، لجريدة ”لوبوان” الفرنسية، موضحا الصعوبات الكبيرة التي تجدها الحكومة الفرنسية في مباشرة البحوث عن الغاز الصخري على ترابها أمام معارضة قوية من شركائها الإيكولوجيين والرأي العام الفرنسي، لأن هذه البحوث ستؤدي إلى استغلال فعلي لهذا الغاز، ما يخلف عواقب وخيمة على الإنسان والبيئة، وعليه فإن هذه البحوث ستكون على الأرض الجزائرية. وفي نفس الإطار، يحاول مسيّروا صفحة ”مدونة البريد اليومي” على الفيسبوك إيصال رأيهم الرافض لاستغلال الغاز الصخري وكذا توعية الشعب بمدى خطورة الخطوة التي اتخذتها الحكومة، حيث كتب ناشط على الصفحة مقالا تحت عنوان ”لنقف جميعا ضد قرار استخراج الغاز الصخري من الجزائر” في محاولة لإيقاظ الوعي العام، مشيرا إلى أن الجزائر ليست في حاجة إلى استغلال أو بيع هذا النوع من الطاقة، مؤكدا أنه إلى حد الآن لا توجد طريقة آمنة تضمن استخراج هذه الطاقة دون تجنب آثارها الجانبية الخطيرة جدا على البيئة والإنسان. فيما أشار إلى أن فرنسا تملك احتياطيات واسعة من هذه الطاقة في أراضيها لكنها لم تبادر بعد باستخراجها بسبب خطورته على البئية، وبالتالي اتخاذ الصحراء الجزائرية كحقل تجارب لإيجاد الطرق الآمنة لاستغلاله على الأراضي الفرنسية، مذكرا بأن الصحراء الجزائرية غنية بالمياه الجوفية واستخراج هذا النوع من الغاز يسمّم هذه المياه ويلوثها، مضيفا أن دولة تمتلك الغاز الطبيعي والبترول مثل الجزائر فإن المياه الجوفية أعلى قيمة بكثير من هذا الغاز الصخري خاصة في الصحراء.