انطلقت أمس، أعمال الاجتماع الثاني لمجموعة الاتصال الدولية الخاصة بليبيا في العاصمة الإثيوبية اديس بابا، لبحث الأزمة على المستوى الوزاري بمشاركة نحو ست عشرة دولة أوروبية وعربية، إلى جانب الأممالمتحدة والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، فيما قاطعت مصر الجلسة واتبعتها في ذلك كل من حكومة طبرق بليبيا والإمارات العربية المتحدة وذلك احتجاجا على دعوة الاتحاد الإفريقي لتركياوقطر للمشاركة في الاجتماع وتأتي المقاطعة المصرية التي أدت تباعا إلى مقاطعة الطرف الثاني في الأزمة الليبية بقيادة عبد الله الثني الاجتماع الذي كان من المفترض أن يقدم بعض التقدم لمسار الحوار الليبي بعد يوم واحد من اجتماع وزير الخارجية المصرية بنظيره الجزائري رمطان لعمامرة التي أكد فيها تشبث مصر بحل الحوار والتشاور. ومهما اختلفت أسباب الانسحاب المصري الإماراتي وبرلمان طبرق بعد مشاركة قطروتركيا، فإنه رهن نجاح هذا الاجتماع بعد حضور طرف وغياب آخر من فرقاء الأزمة الليبية وهو ما يعتبر عثرة في إطار المساعي الجزائرية لإحلال السلم في هذا البلد الذي يعاني من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي. وقد ترأس الاجتماع الذي يأتي بمبادرة من رئيسة المفوضية الأفريقية نكوسازانا دولامينى زوما، إسماعيل شرقي مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي. وفي هذا الصدد، أكد إسماعيل شرقي في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية على أهمية نتائج عمل مجموعة الاتصال في مداولات رؤساء الدول والحكومات الفترة القادمة. واعتبر إسماعيل شرقي أن هذا الاجتماع فرصة سانحة لتقييم الوضع بليبيا واستعراض الجهود الدولية للتغلب على التحديات أمامه، مضيفا أنه "بينما الصورة قاتمة بليبيا فان هناك بعض التطورات المشجعة لإخراجها من أزمتها . وأشاد مفوض السلم والأمن للاتحاد الإفريقي بمشاركة الأطراف الليبية في حوار جنيف هذا الأسبوع قائلا إن هذه المسألة هامة للمجتمع الدولي، مؤكدا استعداد الاتحاد الإفريقي لدعم جهود وساطة الأممالمتحدة، رغم أن التوصل لتسوية شاملة للأزمة المتدهورة بليبيا لن يكون أمرا هينا. وتضم مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بليبيا دول الجوار الليبي، إضافة لموريتانيا الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي ونيجريا وجنوب إفريقيا ودول أعضاء مجلس الأمن، وكذلك الأممالمتحدة والجامعة العربية وتجمع الساحل والصحراء الغربية وإيطاليا وإسبانيا ومبعوثي الاتحاد الإفريقي والمبعوث الأممي لليبيا برناردينيو ليون، فيما قامت المفوضية الإفريقية بدعوة تركياوقطر اللتين حضر ممثلاهما الاجتماع . في سياق متصل، دعا البرلمان الليبي المجتمع الدولي ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء إلى رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي وضم بلاده إلى التحالف الدولي لمكافحة جرائم الإرهاب وذلك في أعقاب الهجوم على فندق بطرابلس وطالب البرلمان في بيان نقلته وكالات الأنباء "جميع الدول الصديقة والشقيقة" لليبيا إدانة هذا العمل الإرهابي الذي راح ضحيته أشخاص من بينهم أجانب وبعد أن أدان هذا الهجوم اعتبر البرلمان أن "هذه العملية الإرهابية التي طالت مدينة طرابلس تأتي في إطار سعي ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية إلى أن يكون له موضع قدم في المدينة". ودعا البرلمان في بيانه "الليبيين كافة إلى الوقوف ضد الإرهاب"، مشيرا إلى أنه يدعم مساعي بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا ولجنة الحوار الممثلة للمجلس من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة الليبية والمحافظة على المسار الديمقراطي.