بعد أسبوع من اختطاف الطفل عبد الرحيم العمراني المدعو قصي ببلدية اليشير، اهتزت ولاية البرج نهاية الأسبوع على خبر مروع مفاده اختطاف طفل ثان بالحي الشعبي 08 ماي 1945 المعروف بالباطوار وسط مدينة البرج، تم تحريره بعد ذلك ليكشف عن وجود حوالي عشرة أطفال آخرين محتجزين لدى العصابة. وحسب ما استقته ''البلاد''، فإن عملية الاختطاف تقف وراءها عصابة منظمة تنشط على مستوى ولاية البرج وتمتد إلى ولايات أخرى، حيث استهدفت الطفل يوسف بوفرة البالغ من العمر 09 سنوات والذي قضى أكثر من 17 ساعة رفقة وحوش آدمية قبل أن يتم تحريره من طرف أفراد الشبكة في حدود الساعة الرابعة من صباح أمس. الطفل يوسف روى ل ''البلاد'' ببراءة الصغار، رفقة خاله وعمه الذي يكفله منذ انفصال والديه، ما عاشه أثناء عملية اختطافه من قبل العصابة الإجرامية. وقال إن العملية تمت في حدود الساعة الحادية عشر صباحا من طرف شخصين مجهولين حينما توجه إلى أحد المحلات لشراء مسطرة، وبمجرد خروجه من المحل لمح شخصا مختبئا خلف أحد الأعمدة الكهربائية، قام بسرعة باختطافه ووضع منديلا به رائحة قوية على مستوى أنفه وأدخله سيارة رمادية اللون تحمل ترقيم ولاية المسيلة، واتجهوا به نحو وجهة مجهولة. وعندها أضاف الطفل يوسف، أنه فقد الوعي ليجد نفسه في أحد المنازل المهجورة التي لم يستطع أن يحدد مكانها، كونه خدر قبل أن يتم احتجازه به، لكنه قال إنه حديث البناء ولا يوجد به أي طلاء أو بلاط، ما عدا الأبواب والجدران، وأكد محدثنا أنه احتجز هناك رفقة 10 أطفال آخرين، 4 بنات و6 ذكور، تتراوح أعمارهم بين4 سنوات و9 سنوات، كانوا يصرخون ويبكون ومقيدين بالسلاسل، وأضاف أن أحد أفراد العصابة قام بتقييده معهم بسلسلة طويلة مربوطة بسقف المنزل. وبخصوص أوصاف المجرمين، قال الطفل يوسف إن أحدهم أسمر البشرة طويل القامة وذو لحية كثيفة حاملا سكينا كبيرا، وهدده بقوله ''سننزع كليتيك ونبيعها''.. وكان أول سؤال وجهه إليه، يضيف يوسف هو ''باباك عندو الدراهم'' في إشارة واضحة لطلب الفدية مقابل إطلاق سراحه، فأجابهم أنه من عائلة فقيرة وأن أبويه منفصلين وعمه هو من يتولى شؤون العائلة. وأضاف محدثنا، أن لهجة المختطفين تختلف عن اللهجة المحلية لسكان برج بوعريريج، وهو ما يشير إلى أن أفراد العصابة من خارج الولاية. كما أكد محدثنا أنه لم يتعرض لأي اعتداء سواء بالضرب أو غيره. ويبدو أن اقتناع المختطفين بعدم إمكمانية الحصول على فدية معتبرة من عائلة يوسف، عجل بإطلاق سراحه، حيث انطلقوا به في حدود الساعة الثالثة صباحا من مكان الاحتجاز على متنئنفس السيارة، وأنزلوه قرب السكة الحديدية بحي الباطوار، على بعد أمتار قليلة عن المكان الذي تم فيه اختطافه، ليعود إلى البيت في حدود الساعة الرابعة صباحا. وكانت فرحة العائلة كبيرة بعودة الطفل المختطف، وقال عم الضحية ل ''البلاد'' الحمد الله على عودته سالمائدون إصابته بأي مكروه، وشكرا لكل من تضامن معنا ووقف إلى جانبنا في عملية البحث عن يوسف. كما عبر خاله عن فرحته العارمة لعودة الطفل سالما إلى المنزل. من جهة أخرى، لا يزال مصير الطفل عبد الرحيم المدعو قصي غامضا لحد الساعة بعد مرور أسبوع على اختطافه قبل عيد الفطر. وفي اتصالنا بوالد الضحية، أكد أن أمله الآن معلق بنتائج تحقيق مصالح الأمن في ظروف وملابسات اختطاف الطفل يوسف بعد عودته إلى المنزل، وهو ما يؤكد وجود شبكات إجرامية منظمة تنشط على مستوى ولاية برج بوعريريج وتمتد إلى ولايات أخرى من الوطن، تمتهن اختطاف الأطفال قصد طلب الفدية أو بيع الأعضاء البشرية.