لا يزال قطاع البريد بالجلفة، يعيش على وقع اختلالات ومشاكل كبيرة، فلا زيارة الوزير الأخيرة ولا زيارة المدير العام، حددت مكمن الخلل وأتت بالحل، في ظل وضعيات ''الماشينة حابسة'' أو ''دراهم مكانش ف، وقد أضحتا علامة ''جلفاية'' مسجلة وعلى مدار العام، وما تعيشه مراكز البريد عبر الولاية هذه الأيام خير دليل على ذلك · بالرغم من أن المجلس الشعبي الولائي لولاية الجلفة، برمج دورة كاملة لوضعية قطاع البريد بالولاية وحدد مكامن الخلل مباشرة، عبر تقرير تضمن جملة من الحقائق الثابتة، إلا أن أمور قطاع البريد لم تتغير، بل ازدادت سوء وغموضا، حيث كان التقرير قد كشف عن أن وضعية القطاع مزرية على كافة المستويات، بداية بالتأكيد على العجز الكبير، نظرا لعدم وجود توافق بين التعداد السكاني المتزايد مع الخدمات والهياكل المقدمة، زيادة على أن التجهيزات المستعملة حاليا لا تتناسب مع التطور الحاصل في هذا المجال، فمعظم أجهزة الحاسوب المستعملة حاليا قديمة والكثير منها معطل، وهناك أجهزة لم يتم تجديدها حتى قبل إعادة هيكلة القطاع، مؤكدا على وجود فقط 9 بلديات تقترب من المعدل الوطني للكثافة البريدية لتبقى 27 بلدية بعيدة كل البعد عن هذا المعدل، فمثلا على مستوى عاصمة الولاية وحتى تقترب أكبر بلدية بالولاية من المعدل الوطني يستلزم فتح 30 مكتبا جديدا وقالت اللجنة في حينها إن الهياكل التي تم معاينها، ظهرت مجملها غير وظيفية باستثناء الهياكل الجديدة، مع انعدام التهوية وكل الشروط الموضوعية والضرورية لأداء الخدمة، مضيفة بأن توزيع الهياكل البريدية في الأحياء السكنية في بعض الأحيان غير متوازن، حيث يوجد في حي سكني مثلا مكتبين بريديين فيما تفتقد جهة بأكملها لهذه الخدمة· وكشف التقرير عن وجود أكثر من 10 مكاتب بريدية في كل من فيض البطمة، حاسي بحبح، المعلبة، دار الشيوخ، الشارف، مغلقة إلى حد الآن، في ظل غياب ونقص التأطير الواجب توفره وكذا في عدم توفر شروط النظافة للعجز الكبير المسجل في العمال، زيادة على أن مكاتب المؤسسة مهددة أمنيا نظرا للعجز المسجل في أعوان الأمن· وعلى الرغم من أن هذه الحقائق تمت تعريتها على المباشر في دورة المجلس الولائي منذ ما يقارب العام، إلا أن وضعية القطاع لا تزال نفسها، ولم ثمر شيء زيارة الوزير ولا مدير القطاع شيئا ليبقى الحال على ما هو عليه، لكون نفس المشاكل ونفس النقائص ونفس الكلام ''الماشينة حابسة''و''دراهم مكانش'' هو المتداول بشكل يومي داخل هذه المراكز، ليبقى التساؤل قائما، أين الخلل بالضبط في قطاع البريد بالجلفة ·