الرباط تتهم الجزائر باستغلال الغاز للضغط على القاهرة دبلوماسيا أشعلت الحاجيات المصرية للغاز الطبيعي جبهة حرب اقتصادية شرسة بين العملاق الروسي للغاز غاز بروم وشركة سوناطراك، حيث تتسابق الاثنتان إلى الظفر بأكبر عدد من الصفقات الممكنة، خاصة أن القاهرة تعرض عقودا متوسطة المدى تمتد إلى غاية سنة 2020 لتزويد محطات الطاقة الكهربائية المصرية بالغاز الطبيعي، حيث تحاول كلا الشركتين تعويض خسائرهما الحالية في ظل انخفاض أسعار النفط إلى المستويات الحالية، إضافة إلى غموض الوضعية المقبلة للذهب الأسود في ظل حرب التوقعات التي تشنها الوكالات العالمية للطاقة ومنظمة الأوبك، إضافة إلى كبريات الشركات النفطية. وقال شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية إن وفدا من العملاق غازبروم سيصل إلى القاهرة رفقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتوقيع نهاية الشهر الجاري عقداً تجارياً لتوريد 35 شحنة من الغاز الطبيعي على مدار خمس سنوات مقبلة، حيث قال الوزير المصري في هذا السياق "إن وفد غازبروم الروسية قد زار مصر الشهر الماضي، وتم الاتفاق مبدئياً على عملية التوريد ويجري إتمام تفاصيل العقد والبرنامج الزمني لتوريد شحنات الغاز والأسعار التي سيتم التعامل بها"، حيث أشار في هذا الإطار أيضا إلى أن الشركة الروسية ستورد لمصر 7 شحنات غاز طبيعي سنوياً بدءاً من العام الجاري حتى 2020. كما أكد وزير البترول المصري أن وفداً من "سوناطراك" الجزائرية يصل مصر نهاية الأسبوع الجاري لاستكمال التفاوض بشأن الشحنات التي سيتم توريدها لنا بدءاً من عام 2016 حتى 2020، حيث يتوقع استمرار المفاوضات خلال المرحلة المقبلة بسبب الطلبات المتزايدة للقاهرة بضرورة تخفيض الأسعار الحالية للغاز استغلالا لأسعار النفط المنخفضة حاليا، حيث يصل حجم الشحنة من الغاز الجزائري نحو 145 ألف متر مكعب ويبدأ التوريد خلال من أفريل المقبل، إضافة إلى محاولة القاهرة الضغط على الجزائر من خلال الترويج لقرار استيراد الغاز من إسرائيل بدل الجزائر خلال المرحلة المقبلة، وهي الأخبار التي أثارت غضب الشارع المصري خلال الفترة الأخيرة، حيث انتقد خبراء الطاقة هذا القرار واصفين إسرائيل بالعدو المؤكد الذي يرفض المبدأ تصدير أو استيراد الغاز من هذا إليه، خاصة أن رجالات النظام المصري السابق صدروا الغاز المصري إلى أسرائيل بعملات تجاوزت 3.5 مليون دولار يوميا، وهي الصفقات التي زادت حدة ازمة الغاز في مصر التي يتوقع أن تستمر إلى غاية 2020 حسب آخر التوقعات. من جهة أخرى، ربطت الدبلوماسية المغربية التقارب المصري الجزائري الأخير بحاجة القاهرة للغاز الطبيعي في هذه الفترة، حيث نقلت وسائل الإعلام المغربية قولها إن هذا التقارب سببه الأول هو حاجة مصر للغاز الجزائري بسبب أزمة الكهرباء، دفعت الحكومة المصرية إلى التقارب الرسمي مع الجزائر، الأمر الذي "أثار قلق المغرب".