أبدت السلطات الفرنسية، نقلا عن وسائل الإعلام الصادرة أول أمس، استعدادها لتنظيف بقايا الإشعاعات النووية الناجمة عن التفجيرات النووية إبان فترة الاستعمار في منطقة ''رفان'' بالجنوب الوطني، جاء ذلك على خلفية محاولة الأطراف الفرنسية حلحة حالة الجمود التي تطبع العلاقات الفرونكو جزائرية منذ اعتلاء فريق ساركوزي إدارة الإليزيه·وأشارت المصادر ذاتها إلى أن باريس تنوي إعادة بعث فريق العمل المشترك بين الدولتين الذي تم تشكيله خلال زيارة الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إلى الجزائر نهاية عام ,2007 والخاص بدراسة ملف معالجة وتنظيف المناطق الملوثة جراء الإشعاعات، مضيفة أن مسؤولين فرنسيين مكلفين بملف التجارب النووية الفرنسية قاموا في الأيام الماضية بزيارة إلى الجزائر، لم يعلن عنها، بهدف تقييم مدى الأضرار التي لحقت بالمناطق التي تعرضت لهذه التفجيرات· وقام الوفد الفرنسي بمعاينة المناطق المتضررة من التجارب النووية الفرنسية بصحراء الجزائرية، والتي مازالت تشكل خطرا حقيقيا على سكان تلك المناطق لما تسببه من سرطانات وأمراض تفتك بالبشر، وكذا تسببها في مشاكل على الحياة البيئية هناك· في سياق متصل ذكرت وسائل إعلام فرنسية، في وقت سابق، أن موضوع التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية إبان فترة الاستعمار كان من بين أبرز القضايا التي طرحت أمام الأمين العام للرئاسة الفرنسية، كلود غيان، خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر شهر جوان الماضي·من جانبها، عبرت الجزائر وفي أكثر من مناسبة عن تمسكها بضرورة قيام فرنسا بتطهير المناطق الملوثة بالإشعاعات، على اعتبار أن المسؤولية الكاملة تقع على عاتق الجانب الفرنسي، على اعتبار أنها قامت بإجراء تجارب نووية مدمرة من جهة، وكذا عدم اتخاذها للإجراءات الوقائية الضرورية بهدف حماية السكان المنطقة من جهة أخرى·تجدر الإشارة إلى أن ملف تعويض ضحايا التفجيرات النووية في الجزائر أثناء فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر كانت من بين أهم العوائق التي تقف في وجه عودة العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى سابق عهدها·