أكدت أمس المحامية فاطمة الزهراء بن براهم أن فريقا طبيا توجه الى الشريط الذي تعرض الى الاشعاع النووي جراء التجارب الفرنسية في منطقة رقان وضواحيها. وقالت بن براهم في حصة إذاعية بالقناة الأولى أن مهمة هذا الفريق الطبي واضحة وهي إعداد دراسة ملموسة عن المدى الذي مسه الإشعاع النووي على مستوى الإصابات بالسرطان. كما تسمح هذه المهمة لهذا الفريق بالسعي لإحصاء الجزائريين الذي تضرروا من استعمال الإشعاعات على أن الدوائر الفرنسية حددت 12 نوعا من السرطان الذي يمكنه أن يصيب الأشخاص هناك. وعلى ضوء هذا المسح الميداني، سيعلن قريبا عن مخطط وطني في هذا الشأن، أي ضبط رزنامة طبية للحالة الصحية للجزائريين الذين تعرضوا للإشعاعات بحكم التجارب النووية. كما شددت بن براهم على ضرورة إعداد خريطة إشعاعية للكشف فعلا عن المعالم التي كانت محل هذه التجارب بالجنوب الجزائري، محذرة من التحايلات العسكرية الفرنسية التي سارعت مباشرة الى دفن كل التجهيزات تحت الأرض، هذا لم يمنع اليوم أهل رقان من تسمية مبنى اسمنتي بالغول لأنهم لا يعرفون ما يوجد بداخله الى حدالساعة. وفي نفس السياق دعت بن براهم الى قراءة متزنية متفحصة للنصوص القانونية الصادرة عن هذا الموضوع خاصة الفرنسية، لأنها سنت للفرنسيين فقط أي كبار السن الذين عاشوا وعايشوا تلك المرحلة ليستفيدوا من مزايا هذه القوانين مع اقصاء الجزائريين منها بشكل مفضوح ومكشوف لا يقبله أحد. وفي نفس السياق تساءلت المحامية بن براهم عن الخلفيات الكامنة وراء اقدام السلطات الفرنسية على إصدار قانون الحالة المدنية في 5 جانفي 1979 الذي يرمي الى التحكم في الظاهرة السكانية في تلك الفترة اضافة الى صدور قوانين أخرى حول الأرشيف العسكري وغيره من الترسانة التشريعية الساعية الى التشديد على غلق أي تقرير الى الوثائق المتعلقة بتلك المرحلة الحساسة من الاستعمار الفرنسي في الجزائر. وتأسفت بن براهم لتلاعبات السياسيين الفرنسيين الذين أوصدوا كل الأبواب المؤدية الى الاطلاع على الأرشيف الخاص بهذه الفترة. ولابد في هذا الإطار من العودة الى قرار الرئيس الفرنسي ساركوزي بإدراج أرشيف التفجيرات النووية تحت تسمية »السر العسكري« بعدما كان قد رفع عنه فيما سبق، وهذا بعد ملاحظته بأن هناك تحركا قويا للجزائريين من أجل مطالبة فرنسا بالتعويضات وجرها الى القضاء. أما الأستاذ كاظم عبودي فيزيائي بجامعة وهران فقد أبرز الآثار الصحية الخطيرة المترتبة عن مثل هذه التفجيرات النووية مؤكدا بأن المتعاونين التقنيين الفرنسيين هم الذين سرقوا ما تبقى من أرشيف عن هذه التجارب في حين حاول الأستاذ القورصو الإحاطة بالأسباب التي أدت الى كل هذه الأضرار التي لحقت بالجزائريين من جراء التفجيرات.