يتجه حزب التجمع الوطني الديمقراطي نحو إمضاء وتوقيع انتكاسة أخرى في صفحات مبادرة الأفافاس، حيث ذكرت مصادر من الحزب أن هناك تحفظات كبيرة على المبادرة، وأن الحزب يرفض الاعتراف بوجود أزمة سياسية هي منطلق الأفافاس في المبادرة، كما أنه لن يشارك في أي مبادرة تتعارض مع التزامه مع رئيس الجمهورية، لكنه ينتظر بعض الوقت للإعلان عن موقفه بشكل مباشر بعد لقاءات مع الأمانة الوطنية. وذكرت مصادر قيادية بحزب التجمع الوطني الديمقراطي أن هذا الأخير يتجه نحو عدم المشاركة في ندوة الإجماع الوني نظرا إلى جملة من التحفظات التي سجلتها الأمانة العامة على مبادرة الأفافاس بعد لقاءات جمعت قيادي الحزب، غير انها أرجأت الحسم في موقفها بشأنها إلى وقت لاحق وقد تطالب الحزب بتوضيحات أكبر حول المبادرة، حيث يرفض الأرندي الانخراط في مسعى الأفافاس دون تقديم صورة واضحة من قبل الأفافاس بشأن ما سيعرض في ندوة الإجماع الوطني، ووضع الخطوط العريضة وتوضيح معالم هذه المبادرة ولفت المتحدث إلى وجود اختلافات بين رؤية الأفافاس والأرندي بشأن الأزمة السياسية في البلاد التي انطلقت منها الأفافاس، في حين لا تعترف بها القوة الثانية في الساحة السياسية لعدم وجود معطيات الأزمة السياسية بالمفهوم الشامل رغم اعتراف المصدر بعجز بعض مؤسسات الدولة عن أداء دورها بالشكل المطلوب، كما ذكر القيادي أن الحزب يرفض فكرة المجلس التأسيسي الذي تطرحه جبهة القوى الإشتراكية، وتابع المصدر أن الحزب لن يشارك في مبادرة تتعارض مع التزام الأرندي مع الرئيس لافتا إلى أنه لا يعارض فكرة المبادرة، لكن المطلوب هو مبادرة تدعم مسعى الرئيس في الوصول إلى دستور توافقي والملاحظ هو أن الجولات التي يقوم بها محمد نبو لم تخرج عن سياق المشاورات التي قادها رئيس الديوان احمد أويحيى، حيث إن الأفافاس فشل في إقناع المعارضة بالمشاركة في الإجماع الوطني، وهي ما تزال متمسكة بموقفها على غرار موقفها من مشاورات الرئيس حول تعديل الدستور إعطاء مؤشرات طمأنة لأصحاب المبادرة لو كان في نيته الذهاب بعيدا في المبادرة. ولم تكشف جبهة القوى الاشتراكية إلى حد الآن، عن الخطوط العريضة أو المحاور التي تضمنتها مبادرة الإجماع الوطني، وتكتفي بالاستماع إلى أطروحات وأفكار الأطراف التي تلتقي معها، إلا أن الثابت أن المبادرة تشدد على تحقيق الإجماع الوطني بالتوافق بين المعارضة والسلطة معا. من جهة أخرى، يواصل محمد نبو الأمين العام لجبهة القوى الاشتراكية اتصالاته مع مختلف الأحزاب السياسية والتنظيمات المدنية بهدف إقناعها بأهمية مبادرة الإجماع الوطني، رغم ما تتداوله بعض الدوائر السياسية والإعلامية حول فشل المبادرة بسبب الموقف المثبط الذي أبدته أحزاب السلطة، حيث من المقرر أن يتقي غدا بلقاسم ساحلي رئيس حزب التحالف الوطني الجمهوري لشرح مبادرته على غرار ما فعله مع باقي الأحزاب.