شدد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ على ضرورة التحضير المكثف والمنظم للاستفتاء في السودان، فيما يعقد اليوم مؤتمر أممي في نيويورك لبحث وضع هذا البلد الذي يشرف على انقسام بات شبه محتم، وسبقت المؤتمر تهديدات أمريكية للخرطوم بمواجهة تبعات دولية إذا فشلت بترتيب استفتاء ''صحيح''·وقال هيغ''من الواضح أن هناك احتمالا لاختيار الأهالي في جنوب السودان الانفصال عن الشمال، ويجب على السودانيين احترام خيارهم في حال حدوثه ''·ومن المنتظر أن يشارك علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت في نيويورك اليوم في مؤتمر أممي لمناقشة الوضع في السودان، سيحضره الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي قال إنه سيوجه فيه رسالة قوية يشدد فيها على أهمية إجراء الاستفتاء في موعده·وكانت المندوبة الأمريكية في الأممالمتحدة سوزان رايس قد كشفت أن بلادها أبلغت السودان بأنه سيحسن علاقاته مع الولاياتالمتحدة إذا كانت نتائج الاستفتاء ''صحيحة''، لكنها قالت أيضا ''كنا واضحين أيضا بإبلاغهم بأنهم إذا فشلوا في إنجاز الاستفتاء فستكون هناك تبعات على المستويين الأحادي والمتعدد الأطراف''·وبدورها دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في لقائها قبل أيام مع علي عثمان طه في نيويورك حكومة السودان لاستدراك التأخر المسجل في التحضيرات، وشددت على الحاجة إلى عملية تصويت جيدة التنظيم وسلمية·وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية إن كلينتون أبلغت المسؤول السوداني بأن خطوات كهذه ستحسن علاقات السودان بالولاياتالمتحدة التي تصنف هذا البلد راعيا للإرهاب، وتسلط عليه عقوبات بسبب ذلك· وقبل 80 يوما من عملية التصويت تصاعدت خلافات شريكيْ الحكم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان، سواء فيما يتعلق بترتيبات الاستفتاء أو في قضايا عالقة كالثروة وترسيم الحدود، مما انعكس سلبا على اللجان المشتركة، كلجنة الترتيبات الأمنية التي عقدت الثلاثاء الماضي في الخرطوم رابع لقاء لها·وقال رئيسها مستشار حكومة الجنوب الفريق سلفا ماتوك إن لجنته بدأت تبحث كيفية تكوين جيش وطني في حالة الوحدة، ووضع تصورات عن الشرطة والأجهزة الأمنية، قبل فترة كافية من عملية التصويت· وكان أحدث مظاهر الخلافات اتهام رئيس لجنة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب عبد الله الصادق، ممثلي الحركة الشعبية بالغياب المتكرر والمتعمد عن أعمال هيئته كتكتيكٍ لتحويل قضية الترسيم إلى التحكيم الدولي، حسب قوله، وهو اتهام ردت عليه الشعبية بقولها إن الغياب طريقة للاحتجاج على ما عدته انفرادا بالقرارات يمارسه الصادق الذي اتهمته بتنفيذ أجندة سياسية·وإضافة إلى المواضيع العالقة، فإن لمفوضية الاستفتاء مشاكلها أيضا، فلم يعلن عن أعضائها إلا أواخر جوان المنصرم ولم يعين أمينها العام إلا قبل 18 يوما، وبعد أشهر طويلة من الخلافات بين شريكي الحكم، إضافة إلى أنه ما زالت تجهل المعايير التي ستعتمد في تعريف من هو الجنوبي·يذكر أن الاستفتاء المقرر في 9 جانفي المقبل منصوص عليه في اتفاق سلام 2005 الذي أنهى الحرب بين الشمال والجنوب·وقد عين الأمين العام الأممي بان كي مون الرئيس التنزاني السابق بنيامين مكابا رئيسا للجنة أممية تشرف على استفتاءيْ السودان، وهما استفتاء الانفصال والاستفتاء الذي يبت في تبعية منطقة أبيي·