لا يزال المد بين أحزاب السلطة والمعارضة في حالة كرّ وفرّ، فبعد ان قرّرت تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي تنظيم وقفة احتجاجية اليوم، تضامنا مع سكان الجنوب وتعبيرا منهم عن رفضهم لفكرة الغاز الصخري، تزامنا مع اليوم الوطني لتأميم المحروقات، قررت أحزاب الموالاة هي الأخرى، تنظيم تجمهرات شعبية في نفس اليوم، وهي التي ترى أن ما تقوم به التنسيقية ماهو إلا مجرد فشل سياسي محض لا ينم عن وعي وإدراك بما يحوم حول البلد من مخاطر. وبمبدأ "أحاربك بسلاحك"، تقابل أحزاب السلطة اليوم، وقفة تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، بجملة من التجمهرات الشعبية وحملة من التصريحات، رأت من خلالها ضعف وهزالة الأداء السياسي للمعارضة، خصوصا من خلال برامجها التي اعتبرها فارغة وغير قابلة لجذب الشعب حولها، حيث رأى في هذا الأساس الشيخ بربارة عضو المكتب الوطني بالحركة الشعبية الوطنية، أن وقفة التنسيقية اليوم، ماهي إلا محاولة ركوب موجة احتجاجات فاشلة. وقال بربارة إن الوقفة ستكون كسابقاتها وهي "محطة غير رابحة"، مشيرا إلى أن المعارضة كانت قد استغلت موجة الربيع العربي وبعدها الرئاسيات لاستعطاف الشعب وجعله يلتف بها، لكن الأمر لم ينجح، والأمر -حسبه- راجع إلى هزالة برنامجهم السياسي، مضيفا "سيجدون أنفسهم لوحدهم فقضية الغاز الصخري في عين صالح وليس العاصمة". من جهته، حمّل الطيب زيتوني، القيادي بالأرندي، التنسيقية مسؤولية أي انزلاق أمني أو مساس بالاستقرار السياسي، يترتب عن وقفتهم، معيبا في ذات السياق اختيار التنسيقية ليوم وطني للاحتجاج فيه، قائلا "لا يجب عليهم أن يعكّروا جو الاحتفال فاليوم وطني وهو مهم بالنسبة إلى الشعب الجزائري"، كما أن المتحدث قد نفى أن يتم تجنيد الشعب من قبل التنسيقية في أي شأن، بما فيه هذه الوقفة، وخصوصا يضيف، بعد عدم أعطاء الترخيص للتنسيقية، القيام بوقفة احتجاجية. ونفى نبيل يحياوي المكلف بالإعلام بحزب تاج، الفكرة التي تعتمد عليها التنسيقية وهي فكرة الاحتكام للشارع، والتي -حسبه- تؤدي إلى انزلاق غير محمود قائلا "لغة الشارع ليس وسيلة للتغيير في المرحلة الراهنة"، مضيفا "الشارع يأتي بالفوضى وعدم الاستقرار والمواجهات"، نافيا في ذات السياق إمكانية التفاف الشعب حول الوقفة ومساندتهم، كون سكان الجنوب قد قالوا إن قضيتهم ليست سياسية. وتساءل ذات المتحدث عن سبب اختيار هذا اليوم بالذات، قائلا "لماذا الآن ولما لم تكن مشاكل وانشغالات سكان الجنوب في اجنداتهم"، وراى المتحدث أنه كان بامكان التنسيقية تجنب هذه الوقفة عن طريق مبادرة اكاديمية يأتوا من خلالها بخبراء يقدموا أدلة عن مدى صحة افتراضاتهم حول الغاز الصخري، معتبرا أن الأمر هو استغلال سياسيوي وعجز عن إقناع الشعب ببرامجهم الفاسدة كما قال.