تواجه اليوم تنسيقية الانتقال الديمقراطي امتحان استجابة الشارع لدعوتها للخروج والتظاهر بدعوى التضامن مع سكان عين صالح الرافضين لاستغلال الغاز الصخري، فمن المقرر أن تنظم اليوم أحزاب المعارضة وقفة احتجاجية أمام مقر البريد المركزي لمدة ساعة واحدة من منتصف النهار إلى غاية الواحدة. تنظم اليوم الأحزاب السياسية المنضوية تحت لواء تنسيقية الانتقال الديمقراطي وقفة احتجاجية لمدة ساعة من منتصف النهار إلى الواحدة ظهرا، بساحة البريد المركزي، إضافة إلى الوقفات على مستوى كافة ولايات التراب الوطني تحت غطاء التضامن مع سكان عين صالح الرافضين لاستغلال الغاز الصخري. ورغم الشكوك التي تحوم حول أهداف التنسيقية ومدى قدرتها على تعبئة الشارع وتحريكه، شددت هيئة التشاور والمتابعة المكونة من رؤساء أحزاب وحكومات سابقين في ختام الاجتماع الذي عقدته مساء أول أمس بمقر حركة الإصلاح الوطني والمخصص لوضع اللمسات الأخيرة على الوقفات الاحتجاجية المنتظرة اليوم، على التزامها ب »الاستمرار في الوقوف إلى جانب المواطنين ضد استغلال الغاز الصخري بكل الأشكال الديمقراطية والسلمية إلى غاية تجسيد الإرادة الشعبية في هذه القضية«. وكتب رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، عبر صفحته على الفيسبوك أن التنسيقية سترفع خلال وقفتها الاحتجاجية شعارات »لا لاستغلال الغاز الصخري« ، »الغاز الصخري شان وطني« بالإضافة إلى تأكيدها على أن »السيادة الوطنية خط أحمر«، وهي الشعارات التي تسعى من خلالها أحزاب المعارضة إلى تحريك الشارع للبروز والتموقع في الساحة السياسية عبر هذه المناورة السياسية الجديدة. يرى البعض أن تمسك أعضاء التنسيقية بدعوة الخروج للشارع في وقفات سلمية تضامنية مع عين صالح أنها محاولات ضمنية مقصودة لقياس حجمها الفعلي في الساحة الوطنية، وتقييم صدى تحركاتها منذ ندوة مزفران، في الوقت الذي تأكد فيه فشل مختلف المناورات السياسية التي قامت بها منذ ذلك التاريخ والتي لم تجد أذانا صاغية، حيث وجدت نفسها في رحلة البحث عن المصداقية والتأييد الشعبي لطروحاتها التي لم ترع أي حلول وسطية في التعاطي مع باقي الفاعلين السياسي.