عبرت العديد من الأحزاب السياسية، عن رفضها القاطع إزاء محاولة المعارضة الاستثمار في مطالب سكان الجنوب، واعتبرت دعوتها للخروج إلى الشارع يوم ال24 فيفري بمثابة غرس الثقافة الجهوية بين الجزائريين، والتي من شأنها أن تؤدي إلى زرع الفوضى وتهديد الاستقرار. توالت ردود أفعال مختلف التشكيلات الحزبية بخصوص دعوة تنسيقية الانتقال الديمقراطي إلى الخروج غدا، في مسيرة تضامنا مع سكان الجنوب الرافضين لأي استغلال للغاز الصخري، والتي التقت في مجملها على الرفض القاطع إزاء محاولة المعارضة الاستغلال في مطالب سكان الجنوب لأغراض سياسية آنية ضيقة، والتي غرضها زرع ثقافة الجهوية بين الجزائريين. عبد القادر بن صالح :محاولة المعارضة الاستثمار في مطالب سكان الجنوب لن تفيد أكد الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي عبد القادر بن صالح، في كلمة ألقاها خلال لقاء جهوي لإطارات ومنتخبي الحزب أقيم بمدينة بوحنيفية بولاية معسكر بمناسبة الاحتفال بالذكرى 18 لتأسيس التجمع الوطني الديمقراطي، أن حزبه وإن كان يتفهم »بعض التخوفات« التي يعبر عنها البعض من سكان الجنوب، فإنه يعتقد أن الحكومة في حججها كانت »واضحة« حينما قالت أن خيار استغلال الغاز الصخري لحد الآن ليس خيارا نهائيا وإنما هو توجه موجود ضمن خيارات الحكومة وهو يتطلب قبل اعتماده نهائيا إعداد دراسات وأبحاث علمية دقيقة تستند إليها الحكومة في تحديد الموقف واتخاذ القرار النهائي، قائلا في هذا السياق » لا يعقل أن تقدم الحكومة على تنفيذ مشروع يلحق الأذى بشعبها «. وأكد بن صالح أن التجمع الوطني الديمقراطي يدعم توجهات الحكومة في موضوع الغاز الصخري خاصة وأنها أعطت كل الضمانات وقدمت كل الحجج السياسية والتقنية الواضحة كل الوضوح وعبرت عن نيتها في إبقاء باب الحوار مفتوحا، وأشار إلى أن محاولة المعارضة الاستثمار في مطالب سكان الجنوب واستغلال الظرف الاقتصادي الحالي لن يفيد لأن الجزائريات والجزائريين تلقحوا من التجارب المرة التي عرفتها البلاد وهم يعرفون أين هي مصلحتهم ومصلحة البلاد ولن تنطلي عليهم النوايا الحقيقية لأصحاب دعوات الفوضى وأنهم جاهزون للدفاع عن الجزائر واستقرارها. وأضاف الأمين العام للأرندي أن حزبه، حث المعارضة التي تعيش »حالة ارتباك« أكثر من مرة على توخي الحيطة والحذر في تصريحاتها التي تمضي في كل مرة من انزلاق لآخر بحيث باتت اللغة المستعملة تنفصل أكثر فأكثر عن الواقع السياسي المعاش، ولفت بن صالح الانتباه إلى مخاطر لعبة التحريض والدعوة إلى النزول إلى الشارع التي من شأنها أن تؤدي إلى الفوضى وتهديد الاستقرار. عمار غول رئيس تجمع أمل الجزائر: الجزائر كلها واحدة ولا للثقافة الجهوية اعتبر »تجمع أمل الجزائر«، دعوة بعض أحزاب المعارضة إلى تنظيم وقفات احتجاجية عبر الوطن يوم 24 فبراير المقبل بحجة التضامن مع سكان الجنوب بمثابة الدعوة إلى غرس ثقافة جهوية بين أبناء الوطن الواحد. وأكد عمار غول رئيس »تجمع أمل الجزائر« ، خلال افتتاحه لاجتماع المكتب السياسي للحزب، أن الأطراف التي تدعو إلى وقفة احتجاجية يوم 24 فبراير، ذكرى تأميم المحروقات للتنديد بعمليات التنقيب عن الغاز الصخري والتضامن مع أهالي الجنوب إنما تدعو إلى غرس ثقافة جهوية بين الجزائريين، وقال هم الأحزاب المنضوية تحت لواء التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي يتحدثون عن سكان الجنوب وكأنهم ينتمون إلى بلد آخر غير الجزائر ويتعين التضامن معهم، ليشدد على أن الجزائر كلها واحدة موحدة وهي الآن بحاجة إلى استكمال مسار تضميد جراح المأساة الوطنية الذي يوجد في مرحلته النهائية وليس اللعب على وتر بعض المطالب المشروعة لجر الشارع نحو الانزلاق والانفجار. بلقاسم ساحلي الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري : نرفض استغلال الشارع لأغراض سياسية انتقد الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري، بلقاسم ساحلي، دعوة تنسيقية الانتقال الديمقراطي للتظاهر يوم 24 فيفري القادم، مؤكدا رفضه لتعريض أمن المواطن والممتلكات العمومية للخطر واستغلال الشارع لأغراض سياسية. رد بلقاسم ساحلي خلال تجمع شعبي لمناضلي حزبه بولاية الشلف على دعوة تنسيقية الانتقال الديمقراطي للتظاهر يوم 24 فيفري القادم، مؤكدا بالقول »نحن نرفض المغامرة وتعريض أمن المواطن وممتلكاته والممتلكات العمومية للخطر حيث يمكن أن تحدث إنزلاقات يصعب التحكم فيها خلال الخروج للشارع«، وعبر ساحلي عن معارضته لاستغلال الشارع ومنه الحراك الاجتماعي ضد الغاز الصخري لأغراض سياسية. ودعا إلى ضرورة تعزيز اللحمة الوطنية ورفع كبرى التحديات التي تواجهها البلاد خلال المرحلة الراهنة. وأوضح ساحلي أن أولى هذه التحديات هو »التحدي السياسي« الذي يرتكز حسبه على تعزيز اللحمة الوطنية وتقوية التماسك الوطني للجبهة الداخلية، مضيفا أن ذلك يمر عبر مشروع تعديل الدستور الذي يعتبره حزبه »أهم مبادرة سياسية مطروحة حاليا«. عمارة بن يونس رئيس الحركة الشعبية الجزائرية: دعاة مسيرة يوم 24 فيفري غير مسؤولين سياسيا اتهم رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس، بعض الأطراف باستغلالها احتجاجات سكان الجنوب حول استغلال الغاز الصخري التي وصفها بالعادية جدا، قائلا إن من يدعو إلى الخروج في مظاهرات ضد الغاز الصخري يوم 24 فيفري يعتبر غير مسؤول سياسيا ومتناقض حتى مع نفسه، مضيفا أن بوتفليقة أعطى ضماناته في هذا الموضوع والوزير الأول فصل فيها. واعتبر بن يونس في حوار لموقع »كل شيء عن الجزائر« أن من يدعو إلى الخروج في مظاهرات ضد الغاز الصخري يوم 24 فيفري يعتبر غير مسؤول سياسيا ومتناقض حتى مع نفسه، مضيفا أن بوتفليقة أعطى ضماناته والوزير الأول فصل فيها، متسائلا في هذا السياق عن مواصلة باعتبار أن استغلال الغاز الصخري لن يكون قبل 10 سنوات.