عبرت الحكومة السعودية عن انزعاجها الشديد بسبب الحملة التي تقودها أوساط إعلامية جزائرية وكذا شركة الخطوط الجوية الجزائرية ضدها، بسبب معالجتها قضية أزمة المعتمرين الجزائريين في مطار جدة والمدينة المنورة. وقال وزير الحج السعودي في بيان له نشرته صحف محلية، إن البقاع المقدسة استقبلت حوالي 70 ألف معتمر جزائري خلال شهر رمضان المبارك وإن مصالحه بذلت كل الجهود لضمان راحة الحجيج الجزائريين كغيرهم من المعتمرين الذين قدموا إلى المملكة في هذه الفترة من العام. كما وقفت على مدى التزام الشركات الناقلة بتعهداتها. وشرح الوزير السعودي تفاصيل ما حدث للحجاج الجزائريين مؤكدا أنه أثناء ذروة فترة المغادرة فوجئت وزارة الحج، وكذلك المعتمرون الجزائريون بقيام شركة الخطوط الجوية الجزائرية بتأجيل عدد غير قليل من رحلاتها، وإلغاء البعض الآخر، سواءً التي تقلع من مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة أو من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة، وذلك بشكل مفاجئ ودون الإعلان عن مواعيد بديلة مؤكدة، مما أثار حالة من الارتباك والفوضى بين آلاف المعتمرين الجزائريين نتيجة ما سيلحقهم من ضرر بسبب الإلغاء والتأجيل، ولارتباطهم بمواعيد وأعمال في بلدهم أو نفاد ما لديهم من أموال في ظل بقائهم دون تحديد مواعيد محددة لانتهاء تلك المشكلة، وفتح ذلك المجال للتفسيرات والاجتهادات غير الصحيحة. وبين أن وزارة الحج السعودية كانت تقوم بالتنسيق مع الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية لإلزام شركة الخطوط الجوية الجزائرية بتأمين السكن والنقل والإعاشة للمعتمرين وفقاً لأنظمة النقل الجوية الدولية المعمول بها، ريثما يتم توفير رحلات بديلة عن الرحلات المؤجلة والملغية، وفي الوقت ذاته قامت والوزارة بالتنسيق مع وزير الشؤون الدينية في الجزائر وتمت إحاطته بتفاصيل الوضع وما يعانيه المعتمرون الجزائريون نتيجة إلغاء أو تأجيل الرحلات الجوية المحددة مسبقاً، موضحا أن الوزير غلام الله تجاوب معه. كما تم التنسيق مع القنصل العام للجمهورية الجزائرية في المملكة، حيث وقف بنفسه مع مسؤولي وزارة الحج في الفنادق لمتابعة أوضاع المعتمرين وطمأنتهم بأن الجميع حريصون على متابعة معالجة تلك المشكلة وتخفيف آثارها ما أمكن ذلك. كما تولى التنسيق مع مسؤولي الخطوط الجوية الجزائرية المتواجدون في المملكة. وتمت تسوية الوضع المتأزم وفق تعقيبه بقيام الخطوط الجوية الجزائرية بإعادة برمجة رحلاتها واستأجرت عدداً من الطائرات من الخطوط الجوية السعودية مما ساهم في التخفيف من حدة المشكلة حتى انتهت بمغادرة غالبية المعتمرين الجزائريين عائدين للجزائر، ولم يتبق منهم سوى 1420معتمراً مساء أمس الأحد.