تسريب يكشف تدخل نظام السيسي بليبيا ودعمه لدحلان شهدت عدة مناطق في مصر سلسلة انفجارات لعبوات ناسفة تركزت معظمها في العاصمة القاهرة، واستهدفت أحد البنوك الأجنبية، وقطاع الاتصالات والكهرباء بالإضافة إلى عناصر الشرطة. كما أصيب ضابط وجنديان بجروح في هجوم على نقطة للجيش المصري في سيناء، عشية المؤتمر الاقتصادي الدولي الذي تستضيفه الحكومة لإظهار حالة استقرار في البلاد. وقالت مصادر أمنية إن مسلحين هاجموا كمينا تابعا للجيش في منطقة المحاجر جنوبالعريش في وقت متأخر من مساء الخميس، فأصابوا ضابطا وجنديين ولاذوا بالفرار. وتم نقل المصابين إلى مستشفى عسكري في المدينة. ووقع الهجوم -الذي يأتي ضمن سلسلة هجمات على قوات الجيش والشرطة في سيناء- عشية المؤتمر الاقتصادي الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ التي تبعد 340 كيلومترا جنوبالعريش، والذي تعول عليه الحكومة المصرية لجذب مساعدات اقتصادية واستثمارات. وتشهد مناطق في محافظة شمال سيناء قصفا من قبل الجيش المصري في عمليات مشتركة مع الشرطة لاستهداف المسلحين، وقد نشر تنظيم أنصار بيت المقدس "ولاية سيناء" الأسبوع الماضي صورا قال إنها لانتهاكات وقعت نتيجة قصف الجيش مواقع مدنية في المحافظة. وفي الأثناء، انطلقت اليوم، بمدينة شرم الشيخ المصرية، القمة الاقتصادية التي كانت في البداية مبادرة من الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، والتي تعول عليها الحكومة المصرية في جذب استثمارات لا تقل عن 35 مليار دولار من خلال طرح 50 مشروعا وفقا لوزراء في الحكومة المصرية. ويأتي المؤتمر أو القمة المصرية الاقتصادية التي تستضيفها مصر والتي دعا إليها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لدعم الاقتصاد المصري لما تمر به مصر من أزمة اقتصادية نتيجة الأحداث الأخيرة، تحظى بمشاركة رسمية قوية من قادة الدول الصديقة والشقيقة أو من ينوب عنهم للوقوف إلى جانب مصر ومساندتها اقتصاديا في المرحلة المقبلة. ومنذ الثلاثاء الماضي بدأت الوفود المشاركة تصل مدينة شرم الشيخ التي تستضيف القمة التي يشارك فيها قادة العالم، حيث سيكون على رأس الوفد السعودي ولي عهد السعودية، الأمير مقرن بن عبد العزيز، والتي تعد أكبر داعم لمصر خلال السنوات الماضية، وأعلنت الجمعية المصرية السعودية لرجال الأعمال عن مشاركة نحو 200 شركة سعودية بالمؤتمر. كما يشارك بالمؤتمر نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وولي عهد أبوظبي، وملك البحرين، وأمير الكويت، وملك الأردن، والرئيس الفلسطيني ورئيس دولة قبرص، إلى جانب عدد من رؤساء الدول الإفريقية السنغال، الصومال، جزر القمر، جامبيا، توجو، غينيا الاستوائية، مالي، زامبيا. كما يشارك رئيس وزراء لبنان، ورئيس وزراء إثيوبيا، ورئيس وزراء ليبيا، والوزير الأول في الجزائر، ورئيس مجلس النواب العراقي، ورئيس الوزراء الإيطالي، ومن المقرر أن يصل إجمالي المشاركين بالقمة إلى قرابة 1700 شخصية ما بين مسؤول حكومي ورجال أعمال وخبراء اقتصاد. وتعول الحكومة المصرية، على المؤتمر بشدة لاستعادة ثقة المستثمرين لجذب الاستثمارات الأجنبية مباشرة قيمتها 8 مليارات دولار في السنة المالية الحالية التي تنتهي في 30 جوان المقبل و10 مليارات دولار في العام المالي القادم، 2015/ 2016، وذلك لدفع عجلة الاقتصاد التي تضررت بشدة بعد "ثورة 25 يناير 2011". وبلغ إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى مصر خلال العام المالي المنتهي في 30 يونيو الماضي 4.7 مليار دولار، بعد أن سجلت نحو 8 مليارات دولار خلال العام المالي 2008/ 2009 وفقا لتصريحات مسؤولين مصريين. من ناحية أخرى، كشف تسريب صوتي جديد عن حوارات هاتفية بين عباس كامل مدير مكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حينما كان وزيرا للدفاع وبين السيسي وضباط آخرين، تتضمن تدخلا في الشأن الليبي ودعما للقيادي المفصول من حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" محمد دحلان. وفي التسريب الصوتي الذي بثته قناة "بانوراما ليبيا"، أظهر تسجيل صوتي لمكالمة مع السيسي كان كامل يحذر فيها من مغبة المساس قضائيا أو أمنيا بأحمد قذاف الدم منسق العلاقات الليبية المصرية في عهد القذافي، وذلك لأنه "متعاون معنا"، على حد قوله. وأظهر التسريب مكالمة هاتفية لمدير المخابرات الحربية السابق محمود حجازي أخبر فيها السيسي بانتماء الرئيس السابق للمؤتمر الوطني العام في ليبيا نوري بو سهمين لجماعة الإخوان المسلمين، وأن بو سهمين أصر على حضور السفير الليبي في القاهرة اللقاء مع السيسي "بأي طريقة" بسبب خلافات مع رئيس الوزراء الليبي السابق علي زيدان. كما تحدث كامل في التسريب مع مسؤول عسكري عن شحنة أسلحة ضخمة تزن ثمانية أطنان وهي تكفي لحمولة طائرة، وعن أصناف وأعداد قطع سلاح كان يجري إعدادها للشحن لجهة ما.