مضى مايقارب أسبوعين على إزالة السوق الفوضوي ببلدية باش جراح، وقد وصفه الكثير ممن تعودوا على التسوق فيه بقولهم إن ''باش جراح فقدت قلبها النابض'' رغم الارتياح الذي أبداه سكان الأحياء المجاورة بعد سنوات من الانتظار. وعن السوق الجواري الجديد الذي حُول إليه التجار بحي النخيل أكد العديد من التجار الذين يستعدون لبدء نشاطهم فيه، أنهم متخوفون من فشله شأنه شأن سوق وادي أوشايح الذي فشل منذ سنوات عاد بعدها التجار الفوضويين إلى اكتساح شوارع باش جراح من جديد. وحسب التجار الذين استفادوا من طاولات بالسوق الجواري الجديد الذي يتوسط حي النخيل ويجاور أعالي غابة الثورة الزراعية ب ''وادي أوشايح''، فإن الموقع الذي اختارته السلطات المحلية معزول ولن يسمح لهم بممارسة تجارتهم كما كانوا وذلك ما ستثبته الأيام القادمة، نظرا لخطورة الأحياء المجاورة للسوق الجديد والتي تنتشر فيها السرقة والإجرام، والتي رفض سكانها بدورهم قرار إقامة سوق يجاور أحيائهم. كما أنه يبعد كثيرا عن المكان القديم الذي تعوّد عليه الآلاف من المتسوقين الوافدين من كل أنحاء العاصمة، وذلك ماسيدفع الزبائن حسبهم وخاصة النسوة اللواتي يشكلن الغالبية إلى العزوف عن التوجه إلى الموقع الجديد، ليضيفوا بقولهم إن السوق الجديد صغير المساحة ولايتسع لجميع الباعة، حيث إن عدد الطاولات به لايتجاوز 470 طاولة في حين أن عدد التجار الفوضويين وصل إلى الألف، ما جعل العديد منهم يواجه مصير البطالة، خاصة الذين لاينتمون إلى ذات البلدية. من جهة أخرى، أبدى تجار الخضر والفواكه الذين تم تحويلهم إلى السوق الجواري المحاذي لمكان نشاطهم القديم ارتياحا كبيرا، بعد أن استعادوا السوق الذي أغلق منذ عشر سنوات بسبب التجارة الموازية التي جعلتهم ينقلون نشاطهم إلى الشوارع والأرصفة. الزبائن بدورهم انقسموا بين مؤيد لقرار إزالة السوق وبين معارض، حيث أكد العديد منهم أن الأسعار بدأت في التصاعد كنتيجة أولى لإزالة السوق الفوضوي، خاصة وأن ''سوق باش جراح'' كان يتميز بأسعاره الزهيدة، معتبرين أن إزالته لن تضر إلا بذوي الدخل المحدود والفقراء الذين لاطاقة لجيوبهم بأسعار المراكز التجارية التي سيخلو لها الجو بعد غياب باعة الطاولات الذين كانوا يوفرون كل الحاجيات من ملابس وأواني وأفرشة بأسعار بسيطة كونهم غير مطالبين بدفع شيء من الضرائب، على عكس أصحاب المحلات الذين تنتظرهم الكثير من المصاريف، وليس لديهم من حل لتسديدها غير الرفع من أسعار السلع التي يعرضونها.