تشارك الجزائر في اجتماع مصغر يضم ايطاليا ومصر، لبحث تطور الأوضاع في ليبيا، وسبل حل الأزمة بعيدا عن أي تدخل عسكري، حيث ينتظر ان يقوم الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، بشرح الطرح الجزائري فيما يتعلق بتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية وتذليل العقبات لقطع الطريق أمام التنظيمات الإرهابية. وكشفت وزارة الخارجية الايطالية عن عقد اجتماع مصغر في الثامن أفريل الجاري، بمقرها بالعاصمة روما، تشارك فيه كل من ايطاليا، الجزائر ومصر، والذي سيخصص لبحث تطورات الأزمة الليبية، والجهود الدولية لمواجهة الإرهاب، حيث أشار بيان صادر عن الوزارة، أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي باولو جينتيلوني سيجتمع بكل من الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والأفريقية عبد القادر مساهل، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، مشيرا إلى أن الاجتماع الثلاثي سيختتم بمؤتمر صحفي للإعلان عن القرارات. وتحرص الجزائر، على المشاركة في جميع الاجتماعات الخاصة بمناقشة الأزمة الليبية، لما ترتبط به من حساسية، في ظل وجود تنظيمات إرهابية، حيث أكد مساهل موقفي الجزائر وإيطاليا "متطابقين" فيما يتعلق بضرورة إيجاد حل سياسي للازمة في ليبيا والحفاظ على وحدتها الترابية، وتعزيز مكافحة الإرهاب، إضافة إلى تشجيع تشكيل حكومة ليبية ذات صلاحيات واسعة، كما كشف عن جهود البلدين لمكافحة الإرهاب كآفة عابرة للحدود، وإيجاد تسوية عاجلة للازمة الليبية للحد من انعكاسات تجارة السلاح على المنطقة ككل، مشددا على أهمية التنسيق الدولي لحل الأزمات. في المقابل، كانت مصر تتبنى طرحا مغايرا تماما للطرح الجزائري، أين شددت على ضرورة التدخل العسكري في ليبيا تحت مبرر مكافحة الإرهاب، وقامت عند أول فرصة بقصف التراب الليبي، بحجة قصف مواقع لتنظيم داعش، وذلك على خليفة قيام هذا الأخير بقتل 21 قبطيا مصريا، وهي الحادثة التي أثارت جدلا واسعا، بعدما تم التشكيك في حقيقة الفيديو الذي ظهرت فيه عملية الاعدام.. إلا ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، سرعان ما تفطن الى الالتفاف الدولي الواسع حول الطرح الجزائري، الذي اكد على ان الحوار السياسي هو الحل الأمثل للأزمة، وحذر من عواقب أي تدخل عسكري في المنطقة، كما أعلنت الجزائر عن احتضانها للمفاوضات بعدما نجحت في إقناع الأطراف الليبية بالمشاركة خدمة للمصلحة العليا للبلاد، وحفاظا على وحدتها الترابية، الى جانب اجهاض المخططات الارهابية التي تسعى لتحويل ليبيا الى منطقة عبور، ما جعله يدخل في الصف ويتحول من داعي الى التدخل العسكري الى مناهض ومرحب بالحوار، وذلك حرضا منه على ان تنافس مصر الجزائر في لعب دور محوري في الأزمات العربية والقارية.