حذرت وزارة الخارجية الايطالية، رعاياها من زيارة الجزائر ونصحت المتواجدين على أرض الوطن بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر خلال تنقلاتهم، في تزامن غريب، جاء مع زيارة عبد القادر مساهل إلى روما لعقد قمة ثلاثية مصغرة بأبعاد أمنية، مع وزيري خارجية ايطاليا ومصر بخصوص الملف الليبي. وزعمت نشرة تحذيرية على الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة الخارجية الايطالية "لافارنيزينا"، أن الإطار العام لحالة الأمنية بالجزائر يشوبه عدم استقرار خصوصا بمنطقة الساحل والوضع في ليبيا وتونس واستمرار الخطر الإرهابي الداخلي. ولفتت النشرة إلى أنه ورغم عدم تسجيل اعتداءات إرهابية بنفس حجم اعتداء تيغنتورين عام 2013، إلا أن الخطر الإرهابي ضد منشآت غربية في منطقة الجنوب الشرقي تبقى جد مرتفعة، خصوصا في ظل استمرار نشاط خلايا إرهابية في ذات المنطقة، كما دعت الرعايا الايطاليين لتفادي التجمعات وعطلة نهاية الأسبوع والأوقات التي تعقب صلاة الجمعة. وقالت النشرة إنه ليس من المستحسن وبصفة مطلقة، السفر إلى المناطق الجزائرية الحدودية مع دول الساحل، والحدودية مع تونس وخاصة منطقة سوق أهراس، ومدن جانت وتامنراست وإيليزي، في حين حذرت من التنقل إلا للضرورة القصوى لمنطقة القبائل بما فيها جيجل ومخيمات اللاجئين الصحراويين، وضرورة الاتصال بالسفارة الإيطالية بالجزائر قبل الإقدام على هذه الخطوة. ويتزامن هذا التحذير الإيطالي مع وصول الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل إلى روما لعقد قمة ثلاثية مصغرة مع وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني والمصري سامح شكري، بخصوص الشأن الليبي وحوار الفرقاء الليبيين، وسبل مكافحة الإرهاب وعودة الاستقرار إلى ليبيا. وبرأي متتبعين للملف الليبي فإن هذه القمة المصغرة بين الجزائر وإيطاليا ومصر بخصوص الملف الليبي، تعتبر بمثابة محاولة لتقريب الرؤى وإزالة التشنج الحاصل بين الموقفين الجزائري والمصري بخصوص الملف الليبي، خاصة بعد الخطوة المصرية الأحادية والفردية بشن غارات جوية على التراب الليبي.