يعقد بالجزائر، نهاية الأسبوع القادم، اجتماع لدول جوار ليبيا، لدراسة تطورات الوضع في ليبيا ومنع المؤامرات التي تسعى إلى عرقلة جهود المجتمع الدولي بقيادة الأممالمتحدة الداعية لحل الأزمة عن طريق الحوار السياسي بين فعاليات المجتمع الليبي ودون تدخل عسكري مهما كان نوعه. ويحضر الاجتماع حسب ما أفاد به مصدر مطلع ل”الفجر”، دول جوار ليبيا، وهي الجزائر، السودان، تونس، مصر، التشاد، مالي، والنيجر، وهي آلية تأسست بالجزائر في أفريل الماضي، كما تشارك أيضا الأممالمتحدة عن طريق مبعوثها إلى ليبيا، وكذا الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، إلى جانب ممثلين عن فعاليات سياسية وقبلية بليبيا، وبعض ممثلو الحكومات الأوروبية، ويتطرق هذا الاجتماع إلى تطورات الوضع في هذا البلد، لاسيما في ظل تصاعد العمليات الإرهابية التي يتبناها التنظيم الإرهابي المسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام ”داعش”، وانعكاساته على دول الجوار. وتسعى الجزائر من خلال هذه القمة إلى الدفاع عن موقفها الذي تتبناه غالبية قوى المجتمع الدولي بقيادة الأممالمتحدة، والقائم على ضرورة حل الأزمة في ليبيا بالحوار السياسي بين الفرقاء باستثناء الجماعات الإرهابية، بعيدا عن التدخل العسكري الأجنبي مهما كان نوعه وشكله ومصدره، وهو الطرح الذي رافع لصالحه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أسابيع، بعد جريمة اغتيال واحد وعشرون مواطنا مصريا قبطيا بالأراضي الليبية على يد التنظيم الإرهابي ”داعش”. ويرجح المتتبعين للشأن الليبي أن تخلص قمة الجزائر حول الوضع في ليبيا، إلى إجراءات عملية من شأنها دفع عجلة الحوار إلى الأمام. رضوان. م مساهل يؤكد أنها توصلت إلى التوقيع على عدة اتفاقيات فيما بينها الجزائر استقبلت 200 شخصية ليبية واحتضنت لقاءات سرية بين الأطراف المتنازعة الإخوة الفرقاء في الجزائر قريبا لإيجاد حل سياسي والوصول إلى حكومة إجماع وطني كشف الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، عن استقبال الجزائر ما يقرب 200 شخصية ليبية، تمثل جل الأطراف المتنازعة، خلال المدة الأخيرة، بالإضافة إلى لقاءات سرية بين عدد من الأطراف المتنازعة التي توصلت إلى التوقيع على عدة اتفاقيات فيما بينها. أكد الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، أن الجزائر، ستستقبل خلال الأيام القليلة المقبلة جميع الأطراف المتعارضة في ليبيا لإيجاد حل سياسي ومحاولة الوصول إلى حكومة إجماع وطني. وقال أمس، مساهل، خلال استضافته في برنامج ”ضيف التحرير” على أمواج القناة الثالثة، إن الجزائر التي تساند جهود الأممالمتحدة في الوصول إلى حل سياسي، ستستقبل جميع الأطراف الليبية باستثناء الجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي من الاجتماع هو الوصول إلى إقامة حكومة إجماع وطني كتمهيد لإعادة بناء المؤسسات في ليبيا، وكشف عن استقبال الجزائر ما يقرب 200 شخصية ليبية تمثل جل الأطراف المتنازعة خلال المدة الأخيرة، بالإضافة إلى لقاءات سرية بين عدد من الأطراف المتنازعة التي توصلت إلى التوقيع على عدة اتفاقيات فيما بينها. وذكر مساهل، أن الوضعية المتأزمة والخطيرة التي تعيشها ليبيا، هي نتيجة مباشرة للتدخل العسكري لدول حلف الأطلسي في 2011، الذي كان بالرغم من تحذيرات الجزائر، وأكد أن الجزائر تبذل مجهودات رفقة المجموعة الدولية وعلى الخصوص رفقة دول الجوار، لكي تسترجع ليبيا في أسرع وقت ممكن استقرارها وتتمكن من الخروج من الأزمة التي تعيش فيها. وأبرز الوزير أن ما يجري في ليبيا أصبح بالنسبة للجزائر مسألة أمن قومي، موضحا في الوقت نفسه أن الجزائر لا يمكن لها البقاء مكتوفة اليدين أمام الوضع القائم في ليبيا، خصوصا أن هناك أكثر من 900 كلم من الحدود المشتركة والعلاقات التاريخية التي تربط البلدين، مشيرا إلى أنه لا يوجد اختلاف بين الجزائر ومصر في الأزمة الليبية، وقال أن جميع دول الجوار، الجزائروتونس ومصر وتشاد والنيجر، متفقون على ضرورة الحل السياسي للأزمة الليبية ومحاربة الإرهاب والوصول إلى حكومة إجماع وطني. من جهة أخرى، أكد مساهل، أن محاربة تنظيم داعش في ليبيا، تبدأ بإقامة مؤسسات الدولة وأولها تنصيب حكومة إجماع وطني، مشيرا إلى أن هذا التنظيم الإرهابي يستغل الفوضى والفراغ المؤسساتي للانتشار، وربط محاربة الإرهاب بمكافحة التطرف لأن التطرف يولّد الإرهاب وبالتالي يجب انتهاج سياسات لمكافحة التطرف حتى ”نتمكن من الوقاية من الإرهاب”، يضيف المتحدث. وفي نفس السياق، أكد الوزير المنتدب المكلف الشؤون المغاربية والإفريقية أن الحرب ضد الإرهاب تشكل أحد أقطاب الدبلوماسية الجزائرية خصوصا وأن الجزائر قد عرفت الظاهرة وتغلبت عليها واكتسبت خبرة كبيرة جدا في الميدان، وأوضح أنه من البديهي أن تشاطر الجزائر تجربتها مع شركائها، مشددا على ضرورة حث المجموعة الدولية على توحيد المقاربة فيما يخص التعامل مع هذا الخطر وتحديد تعريف واضح للإرهاب وعلى الخصوص في محاربة هذه الظاهرة التي تعد ظاهرة عالمية. خديجة قوجيل سيعقبه اجتماع آخر ببروكسل لقاء بين قادة وسياسيين ليبيين الأسبوع المقبل بالجزائر أعلنت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا ”أونسميل”، أن اجتماعا لممثلين عن قادة ومناضلين سياسيين ليبيين، سيعقد الأسبوع المقبل، بالجزائر، في إطار مسار الحوار في ليبيا. وأوضحت البعثة على موقعها الإلكتروني، أنه بعد هذا اللقاء سيعقد اجتماع آخر ببروكسل، يجمع ممثلي بعض البلديات الليبية في إطار مسار الحوار الليبي، ودعت إلى عقد اجتماع ثالث يخص زعماء القبائل ومسؤولين آخرين عن المجتمع المدني الليبي. وفي هذا السياق، دعت البعثة قادة الجماعات المسلحة إلى وقف إطلاق النار، ومباشرة مسار الحوار ب”شكل بنّاء”. وكان وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، قد أعرب، الأحد الماضي، عن أمله في أن يكون اتفاق السلم والمصالحة في مالي الموقّع بالأحرف الأولى بالجزائر العاصمة، ”مصدر إلهام” للبحث عن ”حلول مستدامة” من أجل السلم في ليبيا، وقال في تصريح لدى اختتام جلسة التوقيع أنه ”لا يسعني إلا أن أفكر في بلدنا الشقيق ليبيا لأشير إلى أن ما قمنا به هنا ينبغي أن يكون مصدر إلهام لإيجاد حلول عادلة ومستدامة لنزاعات أخرى نشهد للأسف تفاقمها”، وأضاف أن الجزائر ”مجندة” لتقديم إسهامها ”باعتماد سبيل المصالحة والسلم والاستقرار”. وكان المبعوث الخاص للجامعة العربية من أجل ليبيا، ناصر القدوة، قد أوضح أن الحل السياسي ضروري في ليبيا تفاديا لمزيد من التطور السلبي للأوضاع في هذا البلد، وقال في تصريح للصحافة عقب لقاءه مع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، أنه ”نحن متفقون مع الجزائر على مبدأ ضرورة الحل السياسي للأزمة الليبية، وعلى تفادي مزيد من التطور السلبي من خلال التسليح أو الدفع بأي اتجاهات خاطئة”. خ. قوجيل الجزائر تدعمه لكن ترفض الانضمام إليه التحالف الدولي لمحاربة ”داعش” يحط في ليبيا قريبا الجنرال لويد أوستن: ”نجاح التحالف فرض توجها جديدا نحو شمال إفريقيا” كشف أمس، التحالف الدولي لمحاربة ”داعش” عن استراتيجية توسعية جديدة لملاحقة التنظيم في شمال إفريقيا، اثر ما اعتبره ”تحقيق نجاحات في سورية والعراق”. وأفاد قائد القوات الدولية الجنرال، لويد أوستن، أمام لجنة في الكونغرس الأميركي، أن مكاسب عسكرية ملموسة تحققت صوب هزيمة المقاتلين المسلحين، وأن الحملة العسكرية تسير وفق المخطط الذي بدأ في أوت الماضي، مضيفا أن قوات التحالف قتلت ما يزيد على 8500 مسلّح من تنظيم ”داعش”، ودمّرت مئات المركبات الخاصة بالتنظيم وأنظمة الأسلحة الثقيلة، وأوضح أمام لجنة الخدمات المسلّحة في مجلس النواب، أن الجيش الذي يُدافع في العراق وسورية، فرض توجها جديدا في خططه نحو شمال إفريقيا. ويعني توجهه نحو شمال إفريقيا أن ليبيا ستكون محور الضربات العسكرية المقبلة، فيما سيصطدم بعقبة الاعتراض الجزائري للخطوة، بعد أن أعلن رمطان لعمامرة، وزير الخارجية مؤخرا، دعم الجزائر للتحالف الدولي الذي يواجه تنظيم ”الدولة الإسلامية في العراق وسورية، ورفضها الانخراط في أي عملية عسكرية، وقال أن ”عقيدتنا المتعلقة بعدم الانحياز لا تسمح لنا لا باستقبال قواعد أجنبية على أراضينا ولا الزج بقواتنا في مهام خارج حدودنا”. وهذا الطرح الجزائري الأقرب في حال ولادة تحالف دولي في ليبيا، بسبب رهان الحكومة على الحل السياسي وللأعباء الأمنية الإضافية التي ستتكبدها الحدود الجزائريةوالتونسية الرافضتان لأي مغامرة عسكرية جديدة وسط موافقة مصرية وحتى مغربية التي تشاركان في التحالف الدولي ضد داعش، علما أن الجزائر رفضت طلبا مشتركا تقدمت به مصر والإمارات والأردن، للانضمام إلى تشكيل قوة تدخل عسكرية عربية من أجل الدخول في ليبيا. وتمهد واشنطن لقيادة حرب جديدة على مواقع داعش في ليبيا، بالسعي للبقاء قريبة من شمال إفريقيا لأجل التدخل بسرعة في حال ”وقوع أي أزمة”، حيث اتفقت مع الحكومة الإسبانية للسماح بزيادة جنودها من 850 جندي في القاعدة العسكرية الأمريكية ”يو. اس. ارمي” بمدينة إشبيلية، إلى 1100 عسكري، قبل الوصول إلى سقف 3000 عسكري محدد ضمن التصور الراهن.