ينظم معهد العالم العربي بباريس في السابع أكتوبر الجاري لقاء فكريا تكريما لروح المفكر الجزائري الكبير الراحل محمد أركون، وذلك من خلال مناقشة أعماله بحضور نخبة من المثقفين العرب والفرنسيين ممن كانوا على علاقة وثيقة بالراحل من بينهم مدير جريدة ''نوفال أوبسرفاتور الكاتب ''جان دانيال'' والشاعر السوري الشهير ''أدونيس'' والفيلسوف ''أوليفيه آبيل'' والباحث في الشؤون الإسلامية رشيد بن الزين والكاتب والمفكر ''إدغار موران''. ويعد أركون الذي وافته المنية بباريس في ال 15 سبتمبر الماضي، من كبار المفكرين العرب المهتمين بالبحث في تاريخ العالم الإسلامي فلسفيا واجتماعيا وتاريخيا ودينيا، وهو من مواليد عام 1928 في منطقة ''آث يني'' بالقبائل الكبرى. وزاول الراحل دراسته الابتدائية بالمنطقة لينتقل بعدها رفقة عائلته إلى ''عين الأربعاء'' بعين تيموشنت، وأكمل دراسته الثانوية بعدها في وهران لينتقل بعدها إلى العاصمة وتابع دراسته الجامعية بكلية الفلسفة وواصل مشواره العلمي في جامعة ''السوربون''، حيث تحصل هناك على شهادة ''الدكتوراه'' في الآداب. وتقلد أركون عدة مناصب أهمها أستاذ بجامعات عديدة في أوروبا وأمريكا والمغرب. وترك مكتبة ثرية بالكتب في الفلسفة وتحليل الفكر الإسلامي أهمها ''ملامح الفكر الإسلامي الكلاسيكي''، و''دراسات الفكر الإسلامي''، و''الإسلام أمس وغدا''، و''من أجل نقد للعقل الإسلامي''، ومؤلفات أخرى. وعرف الرجل بمواقفه الشهيرة أبرزها تشديده على أهمية ''الفلسفة ودورها في الإبقاء على العقل في حالة حيوية تدفعه إلى الإبداع؛ ذلك أن الموقف الفلسفي هو موقف التساؤل عن صحة ما يقدمه العقل وأن ما مر بالجزائر منذ حرب التحرير في منتصف الخمسينيات؛ له علاقة بالفكر والفلسفة.''