أعلن قياديون في الأمانة العامة لاتحاد الكتاب الجزائريين عن سحب الثقة من الرئيس يوسف شفرة وتنصيب الكاتب علاوة جروة أمينا عاما ممثلا للهيئة داخل وخارج البلاد مع الاحتفاظ بأعضاء الأمانة والدعوة إلى التحضير لعقد مؤتمر جديد لتعيين الرئيس الجديد. وقرر عدد من أعضاء الأمانة العامة الانسحاب جماعيا بسبب ما أسموه ب''حالة الانسداد العام'' الذي تعرفها الهيئة، والعمل الفردي لرئيس الاتحاد الذي لم يتمكن من تحريك حالة الجمود رغم الوعود التي قدمها عقب إعادة انتخابه خلال المؤتمر التاسع السنة الماضية. ووقع نائب رئيس الاتحاد أحمد عاشوري وعضو الأمانة الوطنية المكلف بفروع الاتحاد في الخارج توفيق عوني، بيانا مشتركا تلقت ''البلاد'' نسخة منه، نقلا فيه على لسان عدد من أعضاء الأمانة الوطنية استنكارهم من الوضعية التي آلت إليها الهيئة، متهمين الرئيس يوسف شفرة بالعمل الفردي والسطحي وإقصاء جميع أعضاء الأمانة الوطنية في لعب الدور الذي كلفوا به من قبل المجلس الوطني وإلغاء اجتماعات المجلس والأمانة، بالإضافة إلى عدم تقديم أي توضيحات عن التسيير المالي وملف النشر وأسماء المطابع التي يتعامل معها، وعدم القيام بأي نشاط بثبت بأن هذا الاتحاد ''حي''. ويضيف البيان أن شفرة قام بإغلاق مقر الاتحاد وتغيير الأقفال وإعلان عطلة لاتزال مفتوحة منذ عدة أشهر. وفي السياق ذاته، يؤكد قياديا اتحاد الكتاب الجزائريين أنهما قاما باستشارة جميع أعضاء الأمانة الوطنية حول القضية، حيث عبر الكاتب جروة علاوة وهبي عن تذمره من الوضعية التي ''تمس بصورة الاتحاد داخليا وخارجيا''، فيما أعلن الشاعر عبد الحميد شكيل أنه انسحب من الأمانة التي كان يشغل فيها منصب أمين المال، أما الكتاب والشعراء فيصل الأحمر وسعيد حمودي وعلي بولزوالغ، فدعوا إلى ضرورة التغيير و''الخروج من عنق الزجاجة''. ومن جانبه أكد الدكتور سعيد حرير، حسب البيان، أنه صار لزاما إعلان مبادرة للتغيير وإعادة الاتحاد إلى سكته السوية، كاشفا في هذا الجانب، عن وجود اتصالات مع يوسف شفرة من أجل تقريب وجهات النظر، غير أنها منيت بالفشل كون رئيس الاتحاد لايريد الاستجابة وأقفل جميع منافذ الحوار، ويصر على عمله الفردي في ظل استحالة عقد اجتماع للأمانة العامة والمجلس الوطني''، على حد تعبيره. وكان اتحاد الكتاب الجزائريين قد نظم السنة الماضية مؤتمره التاسع في جو من الفوضى والصراع بين أتباع شفرة والجناح المعارض له، حيث رفع كتاب معارضون لترشح شفرة داخل قاعة المؤتمر بمقر الاتحاد، لافتات منددة ب''غلق العملية الانتخابية'' و''عدم الاعتراف بنتائج المؤتمر''، فيما اتهم الجناح المعارض ب''محاولة التشويش على أشغال المؤتمر لتحقيق مصالح ضيقة لا تخدم الكتاب والاتحاد في شيء'' قبل أن يرد عليه الكتاب المنضوون تحت لواء ''المعارضة'' بأنه يحاول ''تخييط'' العملية الانتخابية لصالحه. وكان أعضاء ''المعارضة'' قد قدموا جملة مطالب إلى أمانة اتحاد الكتاب تتعلق أساسا بفتح مجال المشاركة أمام كل الكتّاب الجزائريين ووضع كل الخلافات مهما كانت جانبا، ومراجعة مسيرة الاتحاد ونشاطاته الأخيرة ومناقشة قانونه الأساسي بما يخدم استقلاليته ودعوة كبار الاتحاد وأعضائه القدامى لحضور المؤتمر واستحداث هيئة تخص هؤلاء، الهدف منها الاستشارة والدفع بعجلة الاتحاد إلى الأمام.