تمثال ابن باديس فجر جدلا وعائلة العلامة طالبت بسحبه بعد الانتقادات الكثيرة والواسعة التي جاءت مُرافقة لتنصيب تمثال العلاّمة الكبير رائد النهضة الجزائرية عبد الحميد بن باديس بوسط مدينة قسنطينة، والتي تزامنت مؤخرا مع ذكرى "يوم العلم" وافتتاح "تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية"؛ جاء ردُ مدير الثقافة جمال فوغالي صريحا واضحا حول هذه الضجة التي أثارها التمثال المعني سواء بالوسط الشعبي الجزائري عموما أو الرفض القسنطيني الذي بدأ يطفو على السطح. وتزايد الجدل بعدما خرجت عائلة العلاّمة عن صمتها، وعبرت عن رفضها لفكرة التمثال شكلا ومضمونا وطالبت بسحبه نهائيا. ويقول فوغالي في حديث ل"البلاد" إن المكان مكان ابن باديس، وهو في قلوب الجزائريين وكما قال الشاعر الجزائري الكبير محمد العيد آل خليفة في أحد أبياته الشعرية - وأقيموا لهم تماثيل عزّ في قلوب ثورية الأهواء – وإن هذا التمثال يبق رمزي لسبب بسيط جدا وهو أن شخصية العلاّمة إبن باديس، هي شخصية عامة وواسعة يسمع بها الناس جميعا، وعندما وضع هذا التمثال في قلب المدينةبقسنطينة، ذلك أن المعنى الأعمق والحقيق من وراء ذلك هو أن ابن باديس في قلب هاته الأمة جميعا". وعلق جمال فوغالي على عدم التشابه بين التمثال والشخصية الحقيقة للعلاّمة؛ بالقول إن أي عمل يتم نحتهُ ومهما يكن، لا يمكن لأي نحّات أيا كانت مهارته أن ينحته بالشكل الذي يرتضيه الناس جميعا. ويضيف "هذا التمثال هو فخر لقسنطينة وابن باديس هو حاليا بقلب مدينته، لذلك فنحنُ سنصبحُ ونمسي عليه وسنلامس العلاقة بين الثقافة وفكر ابن باديس من خلال الصورة التعبيرية التي جاءت مع التمثال بحمله كتابا مفتوحا، وأيضا لأنه وُضع مقابلا لقصر الثقافة "محمد العيد آل خليفة"، وهو عمل يدل على هاته العلاقة". ويُوجه جمال فوغالي رسالة يقول إنها بسيطة جدا لكل من ينتقد ويرفض ويحلل عدم تطابق فكرة التمثال ومكان تواجده بالمدينة وبشخصية العلاّمة، موضحا "إلى هؤلاء أقول.. هل تتذكرون ابن باديس فتزورون قبره، هل تقرأون أعماله وتتذكرونه فتتخلقون بأخلاقه، وهل تكبرون دورهُ في الدفاع عن قيم التسامح والعدل، عندما تكون هناك اجتهادات فعلية بهذا الخصوص وقتها فقط يمكن أن نقول لهم إنكم تعرفون ابن باديس، لذلك فاتركوا ابن باديس حيث يجلس.. إنه في قلوبنا وإنه ينبغي أن يكون في أخلاقنا وأنه لابد أن يكون قدوتنا". ويختم فوغالي حديثهُ ل "البلاد" بالتعبير عن احترامه الشديد لشخص السيدة فوزية ابن باديس وتقديره الكبير لها، مضيفا "أنا أقدر وجهة نظرها فهي أدرى جيدا مني ومن غيري بأمور أفراد عائلتها".