دعوة إلى إعلان حالة الطوارئ للقضاء على التطرف تواجه الجالية الجزائرية في فرنسا ضغطا غير مسبوق من قبل عدد من المواطنين والمنظمات العنصرية إلى جانب سياسيين وأحزاب محسوبة على اليمن المتطرف، بسبب تنامي الخطر الإرهابي في البلاد، وجاء ذلك نتيجة توقيف شاب من أصل جزائري المدعو سيد أحمد غلام متهم بالتخطيط لتنفيذ اعتداء على كنيسة أو اثنتين في العاصمة باريس، وهو السيناريو نفسه الذي أعقب الهجوم على مجلة شارلي إيبدو منذ أزيد من 3 أشهر.ويعاني الجزائريون في فرنسا وغيرهم من المسلمين من تصرفات عدائية من قبل مواطنين يتسمون بالعنصرية، وحتى سياسيين من أحزاب اليمين واليمين المتطرف، على خلفية إجهاض عملية اعتداء على كنيسة أو اثنتين في العاصمة باريس، والتي اتهم فيها شاب فرنسي من أصل جزائري، والمدعو سيد أحمد غلام 24 سنة، والذي أعاد إلى الواجهة فكرة الإسلام والتطرف، وعلاقته بالإرهاب الذي يستهدف فرنسا في الفترة الأخيرة، حيث تمثلت التصرفات العدائية للمسلمين، في الشتم بعبارات قبيحة وعنصرية، والكتابة على الجدران واستفزاز المسلمين أثناء توجههم إلى الصلاة في المساجد، إلى جانب مطالب بوقف منح الدراسة للطلاب المسلمين، وفرض الرقابة عليهم، والأسوأ من ذلك التهديد بالانتقام، وهو السيناريو نفسه الذي شهدته فرنسا عقب الهجوم على شارلي إيبدو قبل أكثر من 3 أشهر، والذي أدخل البلاد في دوامة كبيرة، طبعتها مخاوف من مستقبل مجهول، حيث تم تسجيل عديد الاعتداءات على العرب والمسلمين، والمساجد، وظهور فكرة الإسلام والتطرف كتهديد مباشر على فرنسا وشعبها، وشكل الأمر فرصة من ذهب لعدد من العنصريين على رأسهم زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، التي رفعت عديد المطالب إلى حكومة بلادها، بهدف التضييق على المسلمين ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية، كما حذرت مما أسمته بÇأسلمة فرنسا"، والقضاء على علمانية الدولة، ووصل بها الأمر إلى المطالبة بإلغاء الوجبات الحلال لفائدة الأطفال المسلمين في المدارس، ووضع عد لبناء المساجد في البلاد.وأضحت الجالية الجزائرية تعيش وضعا متأزما، أثر على نمط حياتها، بسبب التهديدات الإرهابية التي تستهدف فرنسا، خصوصا مع تنامي نفوذ اليمين واليمين المتطرف في البلاد، وتسجيله نتائج إيجابية في الانتخابات المحلية، وتمكنه من حشد دعم الشعب الفرنسي، مما ينبئ بمستقبل غير مطمئن للمسلمين. وكانت الداخلية الفرنسية، قد أعلنت عن إلقاء القبض على رجل كان يخطط للاعتداء على كنيسة أو كنيستين في العاصمة الفرنسية، مشيرة إلى أن المتهم معروف لدى أجهزة الاستخبارات وكانت لديه نية التوجه إلى سوريا، للقتال في صفوف داعش، وعثر بحوزته على كمية كبيرة من الأسلحة، كما يشتبه في تورطه في قتل امرأة عمرها 32 عاما عثر عليها ميتة في سيارة في منطقة فيلجويف قرب باريس. وأشارت التحريات إلى أن سيد أحمد غلام، طالب في العلوم الإلكترونية ويتمتع بمنحة دراسية، يملك وثائق باللغة العربية تذكر تنظيمي "القاعدة" وÇالدولة الإسلامية"، وأنه معروف لدى أجهزة الاستخبارات إذ فتحت له المديرية العامة للأمن الداخلي سجل "إس" الذي يقضي بمراقبة سرية باسم أمن الدولة، حيث إن العديد من رفاقه تحولوا أيضا إلى إسلاميين متشددين.