قال ونوغي محمد، مسؤول قسم الأئمة بمسجد باريس، إن التحقيقات الأولية بشأن الاعتداء الذي تعرض له مسجد مونبيليار بضواحي بزنسون الفرنسية، أول أمس الخميس، تقف وراءه جهات عنصرية متطرفة، معروفة بعدائها للمسلمين والمهاجرين. وأوضح ونوغي في تصريح من فرنسا أن اعتداء الخميس يحمل بصمات الاعتداء الذي استهدف قبل حوالي شهر ونصف، شاحنة يملكها المسجد ذاته، وأكد بأن هذا الفعل ينطوي على مخاطر، كون المناطق الشرقيةلفرنسا معروفة بهدوئها، ولم تشهد هذا النوع من الاعتداءات ضد المهاجرين ومرافقهم الدينية، عكس مناطق الجنوب، حيث تتواجد الجماعات اليمينية المتطرفة بأعداد معتبرة. وأرجع المسؤول بمسجد باريس تنامي العداء ضد المسلمين والمهاجرين بصفة عامة في فرنسا، غلى طبيعة الخطاب العدائي، الذي يتبناه اليمين المتطرف، الذي تمثله الجبهة الوطنية، بزعامة مارين لوبان، التي حلت محل والدها جان ماري لوبان، الذي لم يخف عداءه ضد المهاجرين وعرب شمال إفريقيا على وجه التحديد. وأدرج ونوغي ما يتعرض له المسلمون في فرنسا، في خانة المؤامرة، وقال: "قبل ايام نشرت أسبوعية (شارلي إيبدو) صورا وعبارات مسيئة للرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، واليوم يحرق مسجد مونبيليار. إنها مؤامرة تستهدف وجود المسلمين في فرنسا"، ومن هذا المنطلق، لم يستبعد المتحدث أن يكون حرق مقر الجريدة السابق ذكرها، عملية مدبرة، الهدف من ورائها تأليب الرأي العام الفرنسي ضد الجالية المسلمة، التي تشكل جزء من الشعب الفرنسي. وعن دور مسجد باريس في مثل هذه الظروف، قال ونوغي إن هذه الهيئة تعمل على توعية الجالية المسلمة وتحثها على ضبط النفس وعدم الانجرار وراء مثل هذه الاستفزازات، مشيرا إلى أن مسؤولي المسجد الكبير، تلقوا تطمينات من المسؤولين الفرنسيين بالعمل من أجل محاصرة ظاهرة تنامي العداء ضد المسلمين. وفي سياق متصل، عبر مسجد باريس عن استنكاره الشديد للعمل العدواني الذي طال مسجد مونبيليار، ووصفه ب "الجبان والعنصري". وجاء في البيان "تلقينا باستنكار شديد نبأ عملية حرق مرفقة بمنشورات عنصرية ومعادية للإسلام استهدفت للمرة الثانية قاعة للصلاة بشارع مون بار بمونبيلار"، بحسب برقية لوكالة الأنباء الجزائرية. وعبر المسجد عن "تنديده الشديد تجاه هذه الأعمال المعادية للإسلام التي تؤثر سلبا على مجتمعنا وتزيد من هشاشة حياتنا معا". وأشار مرصد الأعمال المعادية للإسلام التابع للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إلى إحصائيات وزارة الداخلية الفرنسية، التي تفيد أن عدد الأعمال المعادية للإسلام ارتفع بنسبة 20 بالمائة خلال الأشهر التسعة الأولى لسنة 2011. وأوضح المرصد أن هذه الأرقام التي "تخص الإسلام ومعاداة الإسلام والسب والأعمال العنصرية، ارتفعت خلال الفترة الممتدة ما بين 1 جانفي و30 سبتمبر بنسبة 22 بالمائة، وهوما يعادل 115 شكوى أودعت خلال هذه الفترة على مستوى محافظات الشرطة والدرك الفرنسيين. عمراني.ب