تعزيزات أمنية على المساجد والأحياء العامرة بالجالية العربية حذر عبد الله زكري رئيس المرصد الفرنسي لمكافحة الإسلاموفوبيا من احتمال تنفيذ عنصريين هجمات معاكسة ضد الجالية المسلمة في رد منهم على الهجوم الذي استهدف مقر صحيفة شارلي إيبدو الساخرة في باريس. وأثار زكري في حوار ل«البلاد"، شكوكا حول العملية التي تجاوزت قدرة الاستخبارات الفرنسية، فيما استنكر توجيه الاتهامات بعد العملية للمسلمين قبل بداية التحقيق. كيف كان أثر الهجوم على الجالية الإسلامية والجزائرية تحديدا؟ الجالية تعيش في حالة ترقب وحيرة، حيث خيمت حالة من الخوف على الجالية، خصوصا بعدما سارع عدد من الأحزاب المتطرفة والمسؤولين في فرنسا خاصة حزب ساركوزي إلى توجيه الاتهامات للجالية المسلمة وتحميلها مسؤولية العملية الإرهابية. هل تتوقع أن تأخذ هذه العملية تداعيات ضد الجالية هناك؟ من المؤكد أن تخلف هذه العملية تداعيات خطيرة سيدفع ثمنها الجالية المسلمة في فرنسا ومختلف الدول الأوربية خاصة أمام تصاعد الدعاوى الغربية العنصرية ضد الجالية المسلمة في عدة دول أوروبية وسط جدل قوي بين تيارات معادية وأخرى منددة بمعاداة المهاجرين، حيث تنامى الشعور العنصري المعادي للأجانب وخاصة المسلمين في أوروبا. كما أن هذه الهجمة ستعطي اليمين المتطرف فرصة لتفعيل مطالبه المتعلقة بسحب الجنسية من ذوي الأصول العربية، وتشجع المعاداة للإسلام وتعزز الكراهية التي لا تخدم المصالح الفرنسية. هل تتوقع أن العملية جاءت ردا على الرسومات المسيئة للرسول الكريم؟ في الحقيقة هناك شكوك كبيرة حول الهجمة الإرهابية، خصوصا أن المتورطين تمكنوا من تنفيذها بدقة، مما يعني أنه قد كانت لهم كل المعطيات الكافية المتعلقة باللقاء الذي جمع مسؤولين في الجريدة، من بينهم الرسامون الذين قدموا رسومات مسيئة للرسول، لكن الغريب في الأمر كيف تمكن منفذو هذه العملية من تجاوز قدرة الأجهزة الأمنية الفرنسية لتنفيذ مثل هذه العملية، ويتمكن منفذوها بعد ذلك من الفرار والإفلات من قوات الأمن التي ردت عليهم بإطلاق الرصاص.. كل هذه معطيات تثير الشكوك حول العملية التي يبدو أن الخاسر الأكبر فيها الجالية العربية والمسلمة.. اليوم فرنسا تعيش أزمة سياسية اقتصادية أثارت حالة غليان في الشارع الفرنسي، ومن المؤكد أن هذه العملية ستسمح بإنقاذ هذا التوتر، وتخدم المصالح الفرنسية. هذا يؤكد أن هناك مخاوف كبيرة لديكم.. صحيح؟ نعم هناك مخاوف حقيقية بعد هذا الهجوم على الجالية العربية والمسلمة التي باتت اليوم عرضة لانتهاكات متكررة تسجل في حقها من قبل عنصريين وأكثر ما نتخوف منه هو أن يستغل هؤلاء العنصريون هذا الحدث لتنفيذ هجمات أو اعتداءات ضد المسلمين، وستكون المساجد والأحياء السكنية التي تضم أكبر جالية مسلمة هي الهدف الأول لهم. هل اتخذت السلطات الأمنية الفرنسية إجراءات احتياطية لذلك؟ نعم لقد أعادت فرنسا النظر بكافة إجراءات الأمن في البلاد، بعد أن أعلنت حالة الإنذار القصوى في المنطقة الباريسية التي شهدت الهجوم، حيث تم تعزيز إجراءات الرقابة على مستوى المساجد، والأحياء التي يكثر فيها المسلمون. وما هي ردة فعلهم تجاه هذا الهجوم؟ الجالية المسلمة طالبت بالخروج في مظاهرة سلمية تستنكر هذا الهجوم، تعبيرا منها عن أن الإسلام يستنكر مثل هذه الاعتداءات الإرهابية، غير أننا رفضنا ذلك لأن تواجد الجالية المسلمة فقط في هذه المظاهرة يعني أن المسلمين وراء هذه العملية وهذا أمر خاطئ طالما أن نتائج التحقيق لم تظهر بعد. كما أن الإسلام بريء من العمليات الإرهابية التي تستهدف أرواح المدنيين، وهو قائم على نبذ العنف والتطرف.