تشرع مكتبة الإسكندرية المصرية في إنتاج خمسين كتابا بهدف تقديم مختارات من التراث الإسلامي الحديث في القرنين ال13 و14 الهجريين 19 و20 الميلاديين، وذلك في إطار سلسلة "في الفكر النهضوي الإسلامي"، وبالتزامن مع احتفالات اليوم العالمي للكتاب. وجاءت هذه المبادرة -التي تستمر ثلاث سنوات- استكمالا لعمل مماثل أشرفت عليه المكتبة بعد أن انتهت من إصدار خمسين كتابا كمرحلة أولى للتعريف بأهم كتابات التجديد والنهضة وأعلامها، بحسب المستشارة بمكتبة الإسكندرية مها غانم. وأوضحت غانم أن ما يميز المشروع هو كونه يتم بمشاركة أكاديميين ومتخصصين من الدول التي تمثل الثقل الإسلامي في العالم كمصر والمملكة العربية السعودية والجزائر والمغرب وتونس وتركيا وإيران، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الهيئات والمؤسسات الدولية ذات الاهتمام المشترك، بهدف إعادة طرح هذه الكتب بشكل معاصر. وكشفت المتحدثة أن هذه السلسلة تهدف إلى إعادة عرض كتابات النهضة وأعلامها في العالم الإسلامي خلال هذين القرنين، وتتوجه إلى قطاع عريض من القراء والمثقفين من طلاب الجامعات والمعاهد والباحثين والمهتمين بالفكر النهضوي في تراثنا، كي يتمكنوا من الاطلاع على أفكار هؤلاء الرواد وأعمالهم. كما أن هذه الأعمال تعرضت للأسئلة والتحديات التي واجهت الأمة العربية والإسلامية لدى احتكاكها بالعالم الغربي، وكيف حاول علماء الأمة ومفكروها الاجتهاد في الإجابة عن هذه الأسئلة والتحديات في زمانهم. أما عن السبب الرئيسي لاختيار القرنين ال19 و20 الميلاديين، فهو -بحسب غانم- "وجود انطباع سائد غير صحيح عن أن الإسهامات الكبيرة التي قام بها المفكرون والعلماء المسلمون قد توقفت عند فترات تاريخية قديمة ولم تتجاوزها، في حين أن استعراض وثائق هذه المرحلة يشير إلى غير ذلك، ويؤكد أن عطاء المفكرين المسلمين -وإن مرّ بمد وجزر- فإنه تواصل عبر الفترات الزمنية المختلفة". ومن الكتب التي أصدرتها مكتبة الإسكندرية في إطار هذه السلسلة "مقاصد الشريعة الإسلامية" لمؤلفه محمد الطاهر بن عاشور، و"دفاع عن الشريعة" لمؤلفه علال الفاسي، و"طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" لمؤلفه عبد الرحمن الكواكبي، و"الإسلام دين الفطرة والحرية" لمؤلفه عبد العزيز جاويش، و"الحياة الروحية في الإسلام" لمؤلفه محمد مصطفى حلمي، و"المرأة والعمل" لمؤلفته نبوية موسى. وأصدرت المكتبة أيضا كتاب "المدرسة الإسلامية" لمؤلفه محمد باقر الصدر، وغيرها.