تحول الطريق الوطني رقم 11 الرابط بين مفترق الطرق بوادي البلاع وبلدية شرشال، إلى هاجس يومي للسائقين الذين يتوجهون إلى البلديات الغربية خاصة في الفترة المسائية ويومي الجمعة والسبت، حيث يعرف هذ الأخير ازدحاما مروريا رهيبا لم تشهده طرقات الولاية خلال السنوات الفارطة. كانت الساعة تشير إلى الخامسة مساء، وجدنا العشرات من السائقين واقفين في وسط الطريق فاتحين أبواب سياراتهم، تعالت المنبهات وتوترت الأعصاب والكل يصرخ، مشهد التقينا به ونحن متوجهون إلى مدينة شرشال عند وصولنا إلى مفترق الطرق بوادي البلاع، ظننا في البداية أن الأمر يتعلق بحادث مرور في مقدمة الموكب اقتربت من بعض السائقين لمعرفة ما يحصل بدافع الفضول وبدافع مهني لأن الأمر يتعلق بحادث لا يمكن تجاهله، فعرفت أن الأمر يتعلق بازدحام مروري وانسداد الطريق في المدخل الشرقي لمدينة شرشال، كما علمت من حديثهم أن السيناريو يتكرر كل يوم بعد الساعة الرابعة مساء، أين يعود مئات العمال إلى منازلهم بالبلديات الغربية، كما يعيش السائقون القادمون من الجهة الغربية قصد التوجه إلى البلديات الشرقية نفس السيناريو. مدخل ومخرج واحد لمدينة شرشال فأين المفر؟ من أبرز ما يميز مدينة شرشال على عكس الكثير من بلديات ولاية تيبازة، أنها تضم مدخلا ومخرجا رئيسيا واحدا للمدينة، فالسائقون يجدون أنفسهم مضطرين إلى السير في طوابير طويلة وهو الخيار الوحيد بسبب عدم وجود طريق اجتنابي يمكن أن يخفف الضغط، حيث يؤكد السائقون وأصحاب السيارات أن حركة المرور تعرف توقفا لمدة نصف ساعة على الأقل يوميا، حيث دفع الوضع بالكثير من أصحاب المركبات إلى انتظار ما بعد الساعة السادسة مساء من أجل التوجه إلى البيت لضمان السيولة في حركة المرور بالمدينة، كما اكتشفنا من خلال حديثنا مع السائقين أن المدينة محاصرة بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة من الجهة الجنوبية والبحر من الجهة الشمالية وهذا ما أدى إلى صعوبة تحقيق طريق اجتنابي، رغم الاقتراحات التي قدمت من قبل بإنجاز طريق بحري يمتد من وادي النقطة الحمراء إلى غاية مدينة سيدي غيلاس. هل سيتخلى المصطافون عن شواطئهم المفضلة بالجهة الغربية الصيف القادم؟ يتوقع العديد من المتتبعين لقطاع السياحة في تيبازة أن يؤثر الازدحام المروري على السياحة المحلية خلال فصل الصيف القادم، حيث لاحظنا من خلال حديثنا العام الماضي مع المصطافين القادمين من ولايات مجاورة استياءهم من وضعية الطريق وصعوبة حركة المرور به وبالرغم من أن العائلات المصطافة بالولاية تفضل الشواطئ الغربية للولاية انطلاقا من منطقة شنوة إلى غاية شاطىء الداموس بسبب جمال مناظرها وصفاء مياهها والحرمة التي تتميز بها بدون عري و لا مظاهر مخلة بالحياء، إلا أن الهاجس الحقيقي الذي أصبح يؤرق العائلات هو الازدحام المروري خاصة بالمنطقة المسماة بباكورة ووادي البلاع بالطريق الوطني رقم 11 أي بالمدخل الشرقي لمدينة شرشال في مرحلة الذهاب، إضافة إلى منطقة المهام والمدخل الغربي للمدينة في مرحلة الإياب، فمن يفكر في الاستجمام بالجهة الغربية للولاية عليه التوجه باكرا إلى المنطقة تجنبا للازدحام، كما أدى الوضع خلال العام الماضي إلى تجنب العائلات الذهاب إلى تلك الشواطىء وتغيير وجهتها إلى شواطىء الجهة الشرقية للولاية كشاطىء العقيد عباس وشاطىء كوالي والجاكما، هاته الأخيرة يسهل الوصول إليها بسبب تواجد الطريق السريع الرابط بين بواسماعيل وشرشال. كما نبه البعض إلى ضرورة الأخذ بالحسبان الصعوبة التي أصبح يخلقها الازدحام المروي في فصل الصيف لحركة سيارات الإسعاف الخاصة بالمؤسسات الاستشفائية ومصالح الحماية المدنية، حيث صرح العديد من العاملين في القطاع الصحي وأعوان الحماية المدنية أنهم يجدون عراقيل كثيرة أثناء نقل المرضى أو الغرقى أو المصابين في الشواطىء إلى المؤسسات الصحية وهذا بسبب عدم احترام السائقين لأولوية سيارة الاسعاف في المرور وتسابقهم لحجز مكان على مستوى الطريق والتقدم إلى المراتب الأولى في طابور السيارات. مطالب بتسريع وتيرة إنجاز الطريق الاجتنابي بشرشال ويرى السائقون ضرورة تسريع السلطات الوصية وعلى رأسها مديرية الأشغال العمومية ووالي الولاية في وتيرة إنجاز الطريق الاجتنابي السريع لمدينة شرشال الذي قام وزير الأشغال العمومية بإعطاء إشارة انطلاقه في جويلية من السنة الفارطة، حيث يربط الطريق منطقة وادي البلاع بالمدخل الشرقي لمدينة حجرة النص، حيث سيقضي هذا المشروع على الازحام المروري الذي تعرفه المدينة، التي تشهد هذه الأيام توافد أكثر من 20 ألف سيارة يوميا. من جهة أخرى، استفادت الولاية من مشروع ازدواجية الطريق الرابط بين وادي البلاع ومنطقة الحمدانية السياحية، وهو الطريق الذي سيساهم في القضاء على الطوابير التي كانت تتشكل خلال السنوات الفارطة على مستوى الطريق الولائي رقم 109، غير أن السائقون يطالبون باستكمال مسار الطريق من الحمدانية إلى غاية منطقة شنوة والمدخل الشرقي لعاصمة الولاية.