معارك في "تعز" بين المقاومة وميليشيات صالح والحوثي قدم الأمين العام للأمم المتحدة اليوم، تقريراً إلى مجلس الأمن بشأن الأزمة في اليمن وذلك بعد انقضاء المهلة التي حددها قرار المجلس الأخير دون أن يتحقق ما جاء فيه. واتجهت أنظار اليمنيين إلى مجلس الأمن، الذي قد تتمخض عن جلسته قرارات وإجراءات من شأنها تحريك الأوضاع في بلادهم نحو إنهاء الصراع. وعرض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقريراً للمجلس وسط آمال في أن يحرك هذا التقرير الموقف الأممي من الأزمة في اليمن، خاصة أن المنظمة الدولية تتعرض لانتقادات واسعة إقليمياً ودولياً لموقفها من هذه الأزمة. ومنذ تفاقم الأزمة مؤخراً، اقتصر الدور الأممي على تحميل الأطراف جميعهم المسؤولية والدعوة إلى وقف القتال واللجوء إلى الحوار. وهو الموقف الذي وجده محللون متواضعاً أمام حجم الأزمة مطالبين المنظمة بقرارات وإجراءات أكثر صرامة. وتضاف انتقادات إلى تلك الموجهة إلى المبعوث الأممي السابق جمال بن عمر الذي اتهم مراراً بالتساهل مع الحوثيين وأنصار صالح. ليأتي تعيين المبعوث الجديد الموريتاني اسماعيل ولد الشيخ أحمد وتقرير الأمين العام الذي سيقدم بمثابة محاولات من المنظمة الدولية للعب الدور الواجب لها في اليمن في هذه المرحلة، وفق تحليلات مراقبين. وتأتي جلسة مجلس الأمن بعد أيام من انتهاء المهلة التي حددها قرار مجلس الأمن الأخير 2216 تحت البند السابع ويتوقع أن تحمل في طياتها إجراءات جديدة ضد الحوثيين، تتمثل في فرض عقوبات جديدة عليهم، إضافة إلى احتمال وضع المزيد من الأسماء على اللائحة السوداء أو استعمال القوة لتنفيذ القرار الذي صوتت لصالحه 14 دولة من أصل 15 حيث امتنعت روسيا عن التصويت. من ناحية أخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تأسيس الاستقرار في اليمن أمر مهم، مؤكدا دعم أنقرة لعمليات التحالف هناك، وداعيا إلى حوار سياسي شامل بمشاركة جميع الأطراف في اليمن. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية "كونا" قبل زيارته الكويت، دعا أردوغان إلى إطلاق حوار سياسي شامل يؤسس مناخاً للاستقرار والسلام بمشاركة الجميع في اليمن. وشدد الرئيس التركي على أهمية وقف "الأعمال العدوانية" التي تقوم بها جماعة الحوثي، وأن تشارك في العملية السياسية كطرف سياسي. وتهدف زيارة أردوغان إلى رفع مستوى التعاون بين البلدين في المجالات التجارية والخدمات العقارية والصناعات الدفاعية. وسيتبحث الوفد التركي المرافق للرئيس مع نظيره الكويتي في المشاريع والإمكانات المتاحة لتوطيد العلاقات الاقتصادية، كما سيعقد أردوغان لقاء مع رجال الأعمال الكويتيين. وكان أردوغان أعلن أواخر الشهر الماضي دعم بلاده للعملية العسكرية "عاصفة الحزم" التي قامت بها دول إقليمية بقيادة السعودية ضد الحوثيين في اليمن استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وفي التطورات الميدانية، تواصل المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي خوض معارك عنيفة على أكثر من جبهة، خصوصا جبهات عدن ومأرب وتعز، فيما شنت ميليشيات صالح والحوثي هجوماً مدفعياً وصف بالانتقامي طال مساكن المدنيين وقتل العشرات منهم في مدينة تعز جنوب اليمن. فحدة المعارك في اليمن تزداد على عدة جبهات يوماً بعد يوم حيث تشهد تعز معارك عنيفة بين المتمردين والمقاومة الشعبية التي قتلت 25 متمرداً واستطاعت أن تسيطر على عدة نقاط مهمة في المدينة. ويأتي هذا بعد مجزرة ارتكبتها المليشيات المتمردة بعد قصفها الأحياء المكتظة بالسكان ما تسبب بمقتل وإصابة العشرات.