وجه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي نداء إلى القادة العرب المشاركين في القمة العربية الاستثنائية التي تعقد حاليا في مدينة سرت الليبية نصحهم فيه بسحب مبادرة السلام العربية، داعيا لإيقاظ المقاومة ضد إسرائيل، معتبرا أن وقفها خطأ أكبر أضعف كفة المفاوضات مع الكيان الصهيوني، وذكر أن ''من يفاوض بلا أوراق ترجح كفته لا يحصل على حق مغتصب''، وأكد الشيخ أن قضية فلسطين طال عليها الأمد وأصبحت فريسة لإسرائيل التي تعبث بالفلسطينيين ولا تبالي بهم، وتطلب أن تجتمع بهم لتفرض شروطها عليهم لا لتعطيهم حقوقهم، مشيرا إلى تعنت إسرائيل ورفضها طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما لوقف الاستيطان الذي يتوسع ويأكل القدس وما حولها وينتشر في الضفة الغربية· وانتقد القرضاوي الصمت العربي تجاه ما يحدث للفلسطينيين، مبديا شكوكه في أن تكون الدول العربية الصامتة المستسلمة لإسرائيل سليلة الفاتحين الأبطال أحفاد عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي· من ناحية أخرى، التقى أمس القادة العرب في مدينة سرت الليبية، في قمة استثنائية لمناقشة تطوير منظومة العمل العربي المشترك، وتحويل الجامعة العربية إلى اتحاد الدول العربية بناء على المقترحين الليبي واليمني، وكذلك مقترح الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بإنشاء رابطة دول الجوار العربي أو رابطة الجوار الإقليمي· كما ستبحث القمة بشكل خاص الموقف من المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في ضوء رفض الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو المطالب الفلسطينية والعربية والدولية بتمديد قرار تجميد البناء في المستوطنات· وكان القادة العرب قرروا خلال اجتماعهم في سرت في مارس الماضي، في إطار أعمال القمة العربية العادية الثانية والعشرين، عقد قمة استثنائية في سبتمبر لبحث الملفات المؤجلة، التي لم يتمكن الزعماء من الاتفاق عليها حينها، ويتصدر تلك الملفات مشروعا إصلاح الجامعة العربية ورابطة دول الجوار العربي، إضافة إلى مبادرة السلام وإمكان سحبها من التداول، وهي نقطة خلافية لا مجال للاتفاق عليها، لذا كان ترحيلها أمراً ملزماً في كل دورة عربية على مستوى القمة·