أجلت أمس محكمة الأربعاء ناث إيراثن بولاية تيزي وزو مرة أخرى النظر في قضية المتنصرين الأربعة الذين حاولوا فتح كنيسة بروتيستانتية غير مرخصة، إلى غاية نهاية الشهر المقبل بأمر من رئيس المحكمة الذي طالب بحضور الشهود في القضية. وشهدت جلسة أمس المؤجلة حضورا مكثفا لوجوه بارزة فيما يسمى بالحركة من أجل استقلال منطقة القبائل ''ماك'' وبعض العلمانيين المتطرفين. وحسب قرار الإحالة فإن المتهمين في القضية متابعون بتهمة فتح كنيسة غير مرخصة، ويتعلق الأمر بمسكن أحد المتنصرين حسب تصريح مصطفى كريم ممثل الكنيسة البروتستانتية في الجزائر الذي ينحدرمن ولاية بجاية، ولا قرابة له بالزعيم الثوري الجزائري كريم بلقاسم ابن ذراع الميزان حسب ما أكده مصدر عليم بالأنساب في منطقة القابائل وإن كان زعيم المتنصرين في الجزائر يحاول إيهام الرأي العام بوجود قرابة بينه وبين المرحوم كريم بلقاسم. وفي تصريح آخر نقلته عن المتنصر مصطفى كريم وكالات الأنباء الفرنسية، فإن عدد المتنصرين خاصة في منطقة القبائل في حدود 30 ألفا وهو الرقم الذي يتناقض مع الإحصائيات التي تقدمها وزارة الشؤون الدينية ومختلف التقارير الأخرى. وقد تحركت قضية المتنصرين الأربعة عندما قرر حسين مازوز والي ولاية تيزي وزو السابق تحريك دعوى قضائية ضدهم بتهمة مخالفة قانون تنظيم الشعائر الدينية ومحاولة إقامة كنيسة دون ترخيص. وحسب مصادرنا فإن تحريك الدعوى العمومية ضد المتنصرين الأربعة لم يستغل فيه كل المعطيات المتعلقة بالقضية وخلفياتها. وقالت مصادر ''البلاد'' إن التحرك المشبوه لأتباع ''ماك'' وبعض العلمانيين المنتسبين لتيارات سياسية وإديولوجية تحت غطاء حقوق الإنسان تارة والحريات الدينية تارة أخرى يتزامن مع الحملة التي تشنها من باريس قناة ''باربار تي في'' وكذا ''بور تي في'' للتضامن مع المتهمين الأربعة، مما يؤكد مرة أخرى ضرورة أن تتعامل مؤسسات الدولة بشكل حازم مع كل من يتجاوز القانون ودون تمييز .