عزل "مير" فونيل بعد دعوته لحظر الإسلام في فرنسا دق نشطاء و مدافعون عن حقوق الجالية المسلمة في أوروبا ناقوس الخطر من ارتفاع موجة "الإسلاموفوبيا في أوروبا"، ومن تزايد حالات العنف والكراهية والاعتداءات على الجاليات المسلمة، التي يقودها اليمين المتطرف وبعض وسائل الإعلام، مستغلين تداعيات الهجوم الإرهابي على صحيفة "سارلي ايبدو" الفرنسية الساخرة في جانفي الماضي. وزادت حملات اليمين المتطرف في القارة الأوروبية، ساعية لزرع الخوف المرضي من الدين الإسلامي (الإسلاموفوبيا) في نفوس الأوروبيين، ومحاولات فصل المهاجرين ولا سيما المسلمين عن النسيج الوطني في الدول الأوروبية. وقال إبراهيم المهالي، الخطيب والمدرس بمسجد السلام بمدينة بيربينيا بفرنسا، إن "الجالية المسلمة في وضعية توجس منذ أحداث باريس الإرهابية في جانفي المنقضي"، مشيرا إلى تخوف الكثيرين من ارتفاع حملات العنصرية، ومن التشدد تجاه وضعية المهاجرين أو حتى الذين ولدوا في فرنسا. وأضاف المهالي في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول "أن التوجس والتخوف تراه في ملامح الناس وفي تساؤلاتهم"، لافتا إلى أن الكثير منهم "ذهب ضحية حسابات استحقاقات سياسية خاصة مع تنامي وتصاعد المد اليميني المتطرف في أوروبا عموما وفرنسا بصفة خاصة". وبخصوص حالات الاعتداء على المساجد في فرنسا، قال المهالي إنه لحد الآن ليس هناك تصعيد على مستوى الأفراد، لكن تقع بعض الأحداث الثانوية هنا وهناك، كتعرض بعض المحجبات لكلمات عنصرية وما شابه ذلك، لكن لم يتطور الوضع، كما حدثت بعض الانتهاكات لمساجد، لكن ليس هناك تصعيد في هذا الاتجاه". أما عن موقف السلطات الفرنسية فيؤكد المتحدث أن الحكومة الفرنسية تحاول مسك العصا من المنتصف، فهي وإن كانت ضد معاداة السامية، إلا أنها كذلك ضد العداء للإسلام ولا ينبغي التعميم أو اتهام جميع المسلمين، فهم جزء من الثقافة والمجتمع الفرنسي. وشدد المهالي على أن هناك ارتفاعا في موجة "الإسلاموفوبيا" في فرنسا، وتحديدا في الإعلام الفرنسي المرئي والمكتوب. من جهته وصف رئيس المركز الأورومتوسطي للهجرة والتنمية بهولندا، عبده المنبهي، الجو العام في هولندا منذ حادثة شارلي إبدو بأنه "مكهرب"، مشيرا إلى أن مسجدين تعرضا لهجوم من طرف "عنصريين"، كما تم الاعتداء على نساء محجبات في الشوارع. وأضاف الناشط اليساري أنه "قبل ثلاثة أسابيع كان هناك نداء على صفحات أنصار اليمين المتطرف في هولندا من أجل حرق المساجد ما يزيد من التأكيد على الجو العام الموسوم بالعداء للمسلمين"، كما قال. وحسب المنبهي، فإن حالة من الخوف تسود الجاليات المسلمة في هولندا وكل أوروبا، و«لم يعودوا يحسون بالأمان، كما أن هناك ربطا بين الإسلام والإرهاب، حيث تجد الجالية المسلمة نفسها في موقف دفاع". من جهة أخرى، قرر حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الذي يتزعمه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، فصل رئيس بلدية "فونيل" بتهمة العنصرية ضد المسلمين، بعدما دعا عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إلى حظر الدين الإسلامي و طرد معتنقيه من البلاد.