مجموعات ملثمة "توسّع" رقعة العنف إلى الضاحية الغربية للمدينة حرق 10 بيوت ومحلات تجارية وتوقيف 12 "مشاغبا" انزلقت الأوضاع مجددا في الضاحية الغربية لمدينة غرداية، حيث أسفرت المواجهات المتقطعة ليلة أمس الأول عن حرق 10 بيوت ومحلات تجارية، وأوقفت قوات التدخل 12 شابا، بينما أصيب تسعة عناصر من وحدات مكافحة الشغب في أعمال العنف التي تراجعت حدتها في مواقع واشتدت في مواقع أخرى، على غرار مداخل حي القرطي فيما تبادل عرب وميزابيون الاتهامات حول المتسبب في موجة التصعيد الجديدة. وذكر مصدر محلي، أن المواجهات بين مجموعات من الشباب اندلعت عقب الاعتداء على إحدى المارات عن طريق الرشق بالحجارة، حيث جرى قذفها عندما كانت متوجهة إلى المستشفى من طرف مجموعة من الشباب، مما أدى إلى تدخل أحد أقاربها قبل أن يتطور الأمر إلى تدخل حشد من الناس بمكان الحادث بشكل فجر مشادات لا تزال مستمرة بشكل متقطع إلى غاية يوم أمس. وكشف أحد المنتخبين المحليين عن إصابة العديد من الأشخاص بجروح من بينهم أعوان من قوات حفظ النظام، الذين وصلوا في تعزيزات أمنية إلى المكان للفصل بين الطائفتين المتخاصمتين. وقام مثيرو الشغب بوضع متاريس باستخدام الحجارة إلى جانب حرق إطارات العجلات المطاطية، لعرقلة حركة السير على مستوى الطريق الرئيسي، ومنع وصول قوات حفظ النظام التي لجأت إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع، لتفريق هؤلاء الشباب ومنع أي تجمع لمثيري الشغب. وتم تخريب وحرق مرافق وممتلكات عمومية وحرق مساكن وسيارات. وكان الحي طيلة الليلة ما قبل الماضية مسرحا لأعمال الرشق بالحجارة والقنابل المسيلة للدموع بفعل هذه الاشتباكات التي حدثت بين مجموعات شبانية من العرب والميزابيين من جهة وبين شبان وقوات مكافحة أعمال الشغب التابعة للدرك الوطني من جهة أخرى، التي استعملت الغاز المسيل للدموع لوضع حد للاحتكاك بين الشباب ومراقبة الوضع. وتعالت صرخات استغاثة الأسر التي أرغمت على مغادرة بيوتها بعد أن تم حرقها على مرأى ومسمع من أصحابها من طرف مجموعات ملثمين، وقال مواطنون إنهم عاشوا جحيما حقيقيا منذ تفجر الأوضاع ليلة السبت إلى الأحد الماضيين. وتكرر السيناريو نفسه ليلة أول أمس، حيث تبادل طرفا النزاع الاتهامات بالتسبب في الأوضاع. كما وجهوا أصابع الاتهام للمصالح الأمنية واتهموها بالسلبية في حماية الآمنين في البيوت وحماية الأشخاص من الاعتداء. بينما يقول عناصر من القوة الميدانية للدرك الوطني "لقد تعرضنا لكل أشكل العنف، وتعرضنا للرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة والزيت الساخن من طرف مجموعات شبانية ملثمة". وتواصلت أعمال العنف في هذه المنطقة الملتهبة طيلة يوم أمس، وشهدت أحياء القرطي وبلغنم وشعبة التلي مواجهات لم تتوقف لعدة ساعات، وتعرضت بعض سيارات عابري السبيل للرشق بالحجارة، حيث تم الإبلاغ عن تحطيم 7 سيارات يملكها مواطنون، وأحرقت سيارة أخرى، وفي عدة حالات تعرض أصحاب السيارات للاعتداء بالضرب فيما تواصلت أعمال حرق المنازل. نواب غرداية يطالبون بالتحقيق دعا نواب ولاية غرداية بالمجلس الشعبي الوطني إلى "تدخل مؤسسات الدولة" لحل المشاكل الموجودة، معتبرين أن الحل الأمني "النوعي ضروري ولكن غير كاف"، فيما ناشدوا مواطني الولاية ل«طي الصفحة". اغتنم النائب قادة عمر بكير، فرصة مداخلته لمناقشة مشروع القانون المتعلق بحماية الطفلة، ليناشد جميع مواطني ومواطنات ولاية غرداية "طي هذه الصفحة من التاريخ"، في إشارة منه إلى الأوضاع التي عادت وتدهورت مؤخرا بالولاية. وقال بكير في مداخلته إن "الحل الأمني النوعي ضروري لكنه غير كاف"، وقال "لا بد أن نطوي هذه الصفحة من التاريخ"، ليتم إفساح المجال لمؤسسات الدول أولها مؤسسة القضاء في "التحريات وكشف الحقائق"، وأضاف "كل الحقائق مهما كانت"، وذلك في ظل احترام قوانين الجمهورية الجزائرية "الواحدة الموحدة". عبد الله ندور