تعزيزات أمنية إضافية بالأحياء الساخنة للسيطرة على المواجهات تجددت المناوشات وأعمال العنف أمس، بين مجموعات من الشباب وقوات حفظ النظام التابعة لمصالح الدرك الوطني عبر أحياء القرطي وبلغنم وشعبة التلي بالضاحية الغربية لمدينة غرداية، بعد ليلة رعب أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى بينهم 15 دركيا. وساهمت التعزيزات الأمنية التي وصلت عشية أمس في فرض هدوء نسبي في المدينة التي فقدت كل أشكال الحياة بسبب عودة مسلسل الاشتباكات وحرق البيوت وتخريب الممتلكات موازاة مع مغادرة التجار وتواصل مقاطعة الإدارات العمومية طيلة يوم كامل. واندلعت الموجة الأخيرة من المواجهات ليلة السبت إلى الأحد مباشرة بعد صلاة المغرب بين مجموعات من الشبان بحي شعبة التلي ثم سرعان ما توسعت شرارة العنف إلى أحياء قريبة وتبعتها أعمال نهب في عدة أحياء، حيث أحرقت عدة منازل ومحلات تجارية ومقرات إدارية حسب مصدر محلي. وجرح على إثر هذه المناوشات عشرات الأشخاص من بينهم 18 دركيا وفقا لما أوضحه مصدر طبي ل«البلاد". كما تم تجنيد إمداد هام مشترك لقوات حفظ النظام تابعة لمصالح الدرك الوطني والشرطة لتطويق الأحياء الساخنة بمدينة غرداية، حيث تم توقيف نحو عشرة أشخاص. وقد استمرت إلى وقت مبكر من صباح أمس عقب تعرض سيارة للرشق بالحجارة من قبل شباب مجهولين بالمكان المسمى شعبة التلي قبل أن يقوم شباب آخرون بالتعرض لجهاز حفظ النظام للدرك الوطني المنتشر لدواع وقائية بحي القرطي القريب من موقع الحدث، وذلك بالرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة متهمين إياهم ب«السلبية" وفقا لما أوضحه منتخب محلي. وكان الحي طيلة الليلة الماضية مسرحا لأعمال الرشق بالحجارة والقنابل المسيلة للدموع بفعل هذه الاشتباكات التي حدثت بين شباب من جهة وبين قوات مكافحة أعمال الشغب التابعة للدرك الوطني من جهة أخرى التي استعملت الغاز المسيل للدموع لوضع حد للاحتكاك بين الشباب ومراقبة الوضع كما ذكر أحد سكان الحي الذي لم يرد الإفصاح عن هويته قبل أن يضيف أن الأمر تطلب الانتظار إلى غاية الساعة الرابعة صباحا لعودة الهدوء. وخلفت هذه الأحداث بحي القرطي تخريب أربعة سكنات ومحلين تجاريين وثلاث مركبات قبل إحراقها ومحاولات حرق لمقرات رسمية، استنادا لما ذكر أحد أعيان الحي ومنتخب محلي. وأدى هذا الوضع إلى غلق المحلات وتوقف حركة المرور، كما توقفت الدراسة بالمؤسسات التعليمية الواقعة بحيي القرطي وبلغنم حسب نفس المصادر. وقد انتشرت تعزيزات لفرق التدخل السريع تابعة للدرك الوطني قوامها ألفي عنصر وبعضها قدم من الولايات المجاورة مدعومة بطائرة حوامة