تحسين خدمات النقل سيكون في أفق سنة 2020 تحول النقل الجماعي على مستوى ولاية الجزائر إلى "كوشمار" لسكان العاصمة منذ سنوات بسبب الخدمات الكارثية التي يقدمها الناقلون الخواص والعموميون على حد سواء، إضافة إلى الاكتظاظ المروري ومخاطر حوادث المرور وسط فوضى كبيرة وقرارات ارتجالية من الجهات الوصية على كل المستويات. وحسب التقارير التي حصلنا عليها من مديرية النقل بالعاصمة فإن أكثر من 80 بالمائة من الحافلات الناشطة حاليا عبر مختلف خطوط النقل ببلديات العاصمة قديمة وانتهت مدة صلاحيتها القانونية ولم تعد تطابق المعايير القانونية للسلامة والأمن، من ضمنها 60 بالمائة تابعة للخواص، الأمر الذي يستدعي ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من طرف الجهات الوصية وعلى رأسها وزارة النقل لإيقاف التجاوزات التي يقوم بها هؤلاء الناقلون الخواص في حق المسافرين، وإرغامهم على تجديد حافلاتهم القديمة التي أصبحت السبب الرئيسي وراء حوادث المرور حسب تقارير مصالح الأمن. محطات ومواقف النقل.. الوجه الآخر للمعاناة وتعد محطات ومواقف النقل الحلقة المفقودة في مجال خدمات النقل بالعاصمة بسبب الوضعية الكارثية التي توجد عليها أغلبية مواقف النقل على وجه الخصوص، لكون المحطات نادرة جدا، فيما تفتقر مواقف النقل الموجودة على مستوى البلديات إلى أدنى شروط النظافة والأمن، والأخطر من ذلك أنها تحولت إلى وكر للمشردين والمنحرفين، وبعضها تحول إلى مراحيض على الهواء الطلق. فعلى مستوى بلديات غرب العاصمة توجد محطات النقل في وضعية كارثية، فيما تفتقر بلديات شرق وجنوب العاصمة إلى محطات مقابل وجود مواقف لا تقدم أدني شروط خدمات النقل. عصرنة خدمات النقل أكذوبة كبرى تبقى قضية عصرنة خدمات النقل بالعاصمة مجرد أكذوبة يتغنى بها المسؤولون على قطاع النقل بالعاصمة في كل مرة يفتح فيها ملف نوعية الخدمات، فرغم الأموال الضخمة التي تصرفها الدولة سنويا على هذا القطاع الحساس إلا أن الخدمات مازالت بعيدة كل البعد عن تطلعات المسافرين، لأن تحديث الخدمات لايزال مقتصرا فقط على الأمور الجمالية دون معالجة القضية في العمق من خلال اتخاذ إجراءات ردعية تضع حدا للفوضى السائدة على مستوى القطاع، طالما أن المسألة متعلقة بضعف التنظيم وغياب الرقابة على كل المستويات حسب تصريحات بعض المواطنين الذين تحدثنا إليهم على مستوى محطة النقل 2 ماي بالعاصمة، حيث لمسنا تذمرا شديدا لدى المسافرين سواء من وضعية الحافلات أو من حيث نوعية الخدمات وحتى المعاملة التي يلقونها من أصحاب الحافلات وخاصة الخواص. الناقلون..."اللي ما عجبوش الحال يشدّ طاكسي" تذمر كبير لمسناه لدى المواطنين من خدمات النقل على كل المستويات، خاصة معاملة الناقلين الخواص لهم وغياب شروط النظافة داخل الحافلات، إضافة إلى عدم احترام التوقيت والمواقف. تقول إحدى السيدات «للأسف أصحاب الحافلة لا يهم لا نوعية الخدمات ولا راحة المسافر، همهم الوحيد جمع المال بكل الطرق". وقال آخر "الرقابة غائبة تماما وأصحاب النقل يعملون بمنطق إذا ما عجبكش الحال شد طاكسي". وقد أرجع أحد أعضاء النقابة الوطنية للناقلين الخواص "رفض ذكر اسمه" مثل هذه التصرفات غير الإنسانية إلى التلاعبات التي تعرفها عملية منح رخص النقل، وهي الطريقة التي فتحت الباب أمم الدخلاء على مثل هذا القطاع الحساس، الذي يتطلب على حد قوله شروط إنسانية وأخلاقية أصبحت غائبة تماما لدى أغلبية الناقلين، داعيا في هذا الإطار الوصاية إلى إعادة النظر في منح رخص النقل وإخضاع الناقلين للتكوين والرقابة. 70 بالمائة من بلديات العاصمة لا تتوفر على محطات نقل تشير آخر التقارير التي بحوزة مديرية النقل لولاية الجزائر إلى أن 70 بالمائة من البلديات ال57 المتواجدة بالعاصمة تفتقر إلى محطات نقل عصرية، وكل ما هو موجود مجرد مواقف عشوائية تفتقر إلى أدنى الخدمات وفي وضعيات كارثية من كل الجوانب. وتعد بلديات شرق العاصمة أكثر البلديات فوضى في مجال النقل، بسبب افتقارها لمحطات ومواقف منتظمة. فعلي سبيل المثال بلدية الرويبة رغم أنها من أكبر البلديات على مستوى العاصمة إلا أنها تعاني من فوضى كبيرة في مجال النقل بسبب عدم وجود محطة نقل بإمكانها أن تنظم هذا القطاع الحساس بالبلدية. والشيء نفسه وقفنا عليه في بلديات باب الزوار والدار البيضاء والرغاية التي تتوفر فقط على مواقف للنقل تعج بالاكتظاظ والفوضى... والعديد من المظاهر السلبية. أين هي سلطة ضبط قطاع النقل؟ رغم أن وزارة النقل شرعت في تطبيق المرسوم المنشئ لسلطة الضبط لقطاع النقل بهدف تنظيم وتأطير قطاع النقل وتحسين خدماته، إلا أن ذلك لايزال مجرد حبر على ورق، ولم يقض على الفوضى التي تميز خدمات النقل بالعاصمة بسبب الصعوبات التي وجدتها مديرية النقل لولاية الجزائر في التحكم في المتعاملين بشكل خاص والمؤسسات بشكل عام. وحسب تصريحات مدير النقل لولاية الجزائر، السيد وزان، فإن الأزمة المطروحة حاليا هي في عدد المتعاملين وعدد المركبات، فهناك 3289 متعاملا مقابل 3900 مركبة، وهذا سبب الفوضى الحالية التي يعرفها قطاع النقل بالعاصمة وباقي المدن الجزائرية. وأكد وزان على ضرورة تجميع المتعاملين في شركات مهيكلة، من أجل تمكين سلطة الضبط من مراقبتها ودعما من خلال الصندوق المالي الخاص بدعم النشطاء. وأضاف المتعاملون مطالبين بتحسين الخدمات وضمان احترام دفتر الشروط المعتمد وخاصة ما يتعلق بتطبيق التذكرة الموحدة. وفي هذا الموضوع، كشف مدير النقل لولاية الجزائر أن تحسن خدمات النقل سيكون في حلول سنة 2020 وهذا بمجرد تأخر استلام مشاريع النقل الخاصة بالسكة الحديدية والمترو والترامواي وكذلك النقل البحري. 300 حافلة لتدعيم خطوط "إيتوزا" هذا الصيف ستتعزز خدمات النقل بالعاصمة هذا الصيف بحوالي 300 حافلة جديدة تابعة لمؤسسة النقل الحضري "إيتوزا"، بهدف فتح خطوط جديدة، وربط الأحياء السكنية الجديدة بالنقل حسب ما كشف عنه والي العاصمة عبد القادر زوخ. غير أن الإشكال الذي يؤجل دخول هذه الحافلات مجال الخدمة بداية من هذا الصيف، هو مسالة رخصة الخطوط، لكون مؤسسة "إيتوزا" لاتزال لحد الآن لم تحصل على الترخيص من ولاية الجزائر بشأن خطوط النقل الجديدة.