تسبب العطل التقني الذي أصاب الموزعات الآلية والإلكترونية عبر مراكز البريد، في "سرقة" أموال الجزائريين بسبب استعمال البطاقات المغناطيسية لسحب أموالهم، إلا أن الجهاز يقوم بتسجيل عملية سحب المبلغ، إلا أن صاحب البطاقة المغناطيسية لا يتلقى أي دينار. مئات زبائن بريد الجزائر أصبحوا هذه الأيام ضحية سهلة لتلك الوسائط التكنولوجية وهم الآلاف من الجزائريين بسبب هذا العطل الذي لم توضح الجهات المعنية لحد الساعة أسبابه، إلا أن مصادر اخرى تقول أنه يعود الى تعطل كبير على مستوى مركز ساحة الشهداء في فخ اقتطاع الرصيد من أمواله دون الحصول عليها في الواقع، حيث وبعد تشكيل صاحب البطاقة رمزه السري والمبلغ المراد سحبه تعاد إليه البطاقة دون الأموال وفي أحيان أخرى تبتلع البطاقة. المتجول في مراكز البريد، يكتشف الفوضى الحقيقية التي تمر بها مؤسسة عريقة مثل بريد الجزائر، أين تستمع إلى مئات الشكاوي من قبل المواطنين الضحايا الذين لا حديث لهم سوى عن كارثة الموزعات الآلية "السارقة"، حيث يؤكد الأغلبية أن الجزائر لم تجهز بعد للانتقال إلى مشروع الجزائر الإلكترونية رغم الحديث عنه منذ 2006 والغريب أن الموزعات هذه الأيام تسرق ملايين الزبائن مما جعل الأغلبية الساحقة يعودون إلى أيام صكوك النجدة أو الصكوك البريدية التي تعرف ندرة هي الأخرى. وبالإضافة إلى ابتلاع الأموال، فالموزعات الإلكترونية متهمة من قبل المواطنين أيضا باحتجاز بطاقتهم مما قد يسبب لهم إشكاليات، لاسيما أن قطاع البريد معروف بعدم أخذ بعين الاعتبار طلبات الزبائن، حيث هناك منهم من لم يتلق أبدا البطاقة المغناطسية وأخرون يلجأون إلى معارف ومقربين من وزارة البريد للحصول على دفتر الصكوك فقط. وسيعيش القطاع أياما صعبة في الأيام المقبلة إثر تعطل أجهزة سحب الأموال الإلكترونية المنصّبة خارج مراكز البريد، التي تعرضت إلى التلف والتعطل تضاف إليها الممارسات العنيفة بسبب غضب المواطنين، لاسيما الذين لا يتمكنون من الحصول على أموالهم أو بطاقاتهم. بعض ضحايا الموزعات الإلكترونية التي التهمت أموالهم وأجورهم، اضطروا إلى ملء استمارة وإرسالها إلى المديرية العامة بالجزائر العاصمة، لكن دون جدوى حسب تصريحاتهم، مؤكدين أنه رغم وضوح الإشكالية والتعطل مس مختلف الموزعات الآلية إلا أن المراكز البريدية ترفض الاستماع إلى الشكاوي وتتهم من جانبها المواطنين بالاستعمال لموزعاتها الآلية، عبر تسجيل الرقم السري بالغلط أو أكثر من مرة مما يحدث تراكما معلوماتيا لدى الموزع الآلي وبالتالي "غضبه ثم ابتلاع أموال الزبائن".