انتقدت فاليري آموس -مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية- مجلس الأمن الدولي بسبب فشله في وضع حد للنزاع في سوريا وقدمت صورة قاتمة للوضع الإنساني في هذا البلد وتحدثت عن معاناة مروعة للسوريين. وقدمت آموس آخر بيان لها إلى مجلس الأمن الدولي قبل ترك منصبها نهاية الشهر الحالي، وقالت -في مداخلة أمام المجلس- إنه وعلى الرغم من القرار الذي صدر في فيفري 2014 للمطالبة بوضع حد لأعمال العنف ضد المدنيين ورفع الحصار ووصول المساعدات الإنسانية، فإن الوضع في سوريا استمر في التدهور. وأكدت أن نحو 12.2 مليون شخص في حاجة ماسة حاليا للمساعدة الإنسانية داخل سوريا، وهو ما يمثل زيادة بنحو الثلث منذ اعتماد القرار الهادف إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية. وأوضحت أن الأممالمتحدة لم تتمكن من إيصال أي مساعدات إلى المناطق المحاصرة في سوريا خلال شهر أفريل الماضي. وأشارت آموس إلى أن عدد السوريين الذين يعيشون تحت الحصار تضاعف منذ فيفري 2014 ويبلغ حاليا 422 ألف شخص. وقالت إن عدد النازحين تجاوز ثمانية ملايين شخص، فيما بلغ عدد اللاجئين إلى دول الجوار نحو أربعة ملايين شخص مما فرض أعباء كبيرة على الدول المستقبلة ومنظمات الإغاثة. وتحدثت المسؤولة الأممية عن تواصل استعمال غاز الكلور في سوريا، ودعت أعضاء مجلس الأمن لوضع خلافاتهم جانبا والقيام بدورهم في حماية المدنيين في سوريا، وطالبت بالعمل على إصدار قرار أممي يهدد بمعاقبة المسؤولين عن الانتهاكات في سوريا وتقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية. وعبّر مبعوث سوريا لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري عن رفضه لما قدمته آموس، وقال إنه لا يحق لها الحديث باسم الشعب السوري. واعتبر أن تصريحاتها تتخطى مهمتها وولايتها كمساعدة للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية. يذكر أن آموس ستسلم مهامها نهاية الشهر الحالي لخليفتها البريطاني ستيفان أبرايان الذي عمل في السابق مبعوثا لرئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إلى منطقة الساحل الأفريقي.