لا يمكن لبعض سكان كاليفورنيا التخلص من المساحات العشبية في حديقتهم بسبب الجفاف فقرروا طلاءها باللون الأخضر. فمنذ أعلن حاكم الولاية الديمقراطي جيري براون في أبريل إجراءات استثنائية للاقتصاد في استهلاك المياه، تخلت بولا بيرسن التي تسكن ايسكونديدو قرب سان دييغو عن قساطل الري الخاصة بحديقتها، وفق وكالة الأنباء الإسبانية. وكما كان متوقعًا تحول عشب الحديقة سريعًا إلى اللون الأصفر، إلا أنها أرادت مواجهة هذا الوضع، فتروي قائلة: «بالنسبة لي المساحة العشبية يجب أن تكون بالضرورة خضراء». ضحكت بولا عندما سمعت للمرة الأولى عن إمكانية طلي العشب المصفر باللون الأخضر، غير أنها سرعان ما رأت أنها قد تكون فكرة جيدة. المنازل البورجوازية مع مساحاتها من العشب الأخضر المطلة على الطريق فضلاً عن حديقة خلفية أخرى في غالب الأحيان تشكل جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الأميركية ومن المشهد في مدن الولاياتالمتحدة وتنتشر في آلاف الضواحي والأحياء السكنية. شخصية مالك المنزل الاعتناء بالحديقة والمساحات العشبية فيها «يعكس شخصية مالك المنزل» على ما يقول جيم باور مؤسس شركة متخصصة في طلاء عشب الحدائق تحمل اسم «لونليفت». فترك الحديقة تيبس قد يؤثر سلبًا على قيمة المنزل، ويقول باور إن زبائنه «أشخاص لا يريدون أن يروا أن مساحتهم العشبية الخضراء قد تلاشت في كل مرة يعودون فيها الى المنزل، لكن عندما لا يحق للشخص ري حديقته لا يكون لديه الكثير من الخيارات». وبسرعة يبدأ موظف في «لونليفت» عمليات الطلاء في حديقة بولا خالطًا في عبوة كهربائية مزيجًا مؤلفًا من المياه والصباغ الطبيعي المستخدم في مساحيق التجميل الموجهة للنساء. وفي لمح البصر تنتعش المساحات العشبية أمام عيني مالكة المنزل المذهولة، وتقول بحماسة: «هذا هو لون العشب لو كنت أرويه يوميًا، أنا أعرف ذلك جيدًا لأني أعيش في هذا المنزل منذ 25 عامًا». المواد المستخدمة ليست سامة وتستمر 12 أسبوعًا وتقاوم المطر... الذي يشكل انحساره التهديد الرئيس على الحدائق الكاليفورنية. ودفع الجفاف الكبير كثيرًا من السكان إلى استبدال المساحات العشبية بنباتات تعيش في الصحراء مثل الصبار الذي لا يتطلب كثيرًا من المياه، وفق وكالة الأنباء الإسبانية. وتقدم بعض المدن في كاليفورنيا حوافز مالية حتى للقيام بذلك كما هي الحال في لوس أنجليس مع برنامج «كاش فور غراس» أو سان فرانسيسكو مع مسابقة «ابشع حديقة» التي يحصل فيها الفائز مجانًا على تبديل للمساحات العشبية بنباتات جافة، إلا أن جيم باور يعتبر أن الحدائق الكلاسيكية «ستقاوم الجفاف... في السبعينات شهدنا جفافًا مماثلاً في كاليفورنيا، وقد انتزع السكان العشب من حدائقهم قبل أن يعيدوها بعد سنوات قليلة». ويقر بأن شركته استفادت جدًا من الجفاف، ولا سيما في الأشهر الاثني عشر الأخيرة، موضحًا: «لقد تضاعفت المبيعات في مارس» مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي. وباعت الشركة قبل أسابيع قليلة مواد بقيمة 15 ألف دولار إلى الجزائر، رغم أنها كانت تكتفي بالتصدير إلى كندا.