واسيني الأعرج: تجاوزت خلافاتي مع وطار لأنه لم يكن حقودا بوجدرة ظل "أخرسا" في الندوة رغم ذكر اسمه أكثر من مرة أثار عدد من الروائيين والمثقفين نقاشا حول الروائي الراحل طاهر وطار استمر إلى ساعات متأخرة من ليلة أول أمس، وذلك مباشرة عقب عرض الفيلم الوثائقي "آخر كلام" للمخرج محمد زاوي، وذلك ضمن أشغال اليوم الثاني لملتقى "الرواية والسينما"، وهو الفيلم الذي صور فيه المخرج اللحظات الأخيرة لوطار وهو يصارع مرض القرن ويصارع حنينا إلى ماضيه وحبه لأغاني بقار حدة وعيسى الجرموني التي ملأت هاتفه المحمول، فكان اللقاء موعدا لاستحضار الكثير من سمات شخصية صاحب "اللاز" وخلافاته مع عدد من الأدباء وعلى رأسهم رشيد بوجدرة وطاهر جاووت من قبله، وواسيني الأعرج فيما بعد، والذي تجاوز خلافه معه لاحقا. ويذكر هنا أن تلك الخلافات تجسدت في مقالات نارية نشرها كل طرف ضد الآخر قبل سنوات في ملحق صحيفة "الخبر" الثقافي، المتوقف عن الصدور. كما طرح القائمون مشكلة الصراع الذي كان قائما ولا يزال بين "الفرونكوفونيين والمعربين"، وكيف أن وطار كان يشعر أنه ضحية هذا الصراع الفكري. وحضر النقاش الروائي رشيد بوجدرة ولكنه لم يتفوه بكلمة واحدة واكتفى بالاستماع إلى شهادات وانتقادات الحاضرين، رغم أن النقاش لم يخل من طرح اسم بوجدرة وخلافه مع وطار، غير أن الروائي واسيني الأعرج شارك في النقاش وطرح الكثير من النقاط كان أهمها خلافه مع الراحل وطار الذي تجاوزه لاحقا، بعد فوزه بجائزة "الشيخ زايد للكتاب"، أين كلمه وطار ليهنئه بالتتويج. وهنا قال الأعرج "وطار لم يكن حقودا وخلافي معه انفض مباشرة بعد لقائنا في باريس، ولكن علينا أن لا نقدس الأشياء". غير أن الأعرج عاد ليثير مسألة الصراع الذي كان محتدما بين الأديبين الراحلين وطار وطاهر جاووت، موضحا أن "خلاف وطار بجاووت لم يكن له مبرر. وقال "موقف وطار من جاووت بعد موته لم يعجبني خاصة عندما قال إن هدا الرجل بموته لم تخسر الجزائر ولكن خسرته فرنسا وعائلته فقط". من جهة أخرى، انتقد عدد من الحاضرين على فيلم "آخر كلام" كل حسب وجهة نظره، منها ما تعلق بطول الفيلم المفرط الذي تجاوز الساعة، ومنها ما تعلق بطريقة تصوير العمل وأمور أخرى تقنية وفنية، فيما بدا واضحا عدم تقبل الزاوي لمختلف الانتقادات التي مست عمله الثاني بعد "عائد إلى مونلوك"، وإن وجدت بعض الأصوات التي أثنت على العمل واعتبرته وثيقة تاريخية مهمة.