كشف رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب، عبد الكريم عبيدات، أمس، أنه تم إحصاء ما يزيد عن 300 ألف مدمن تتراوح أعمارهم بين 14 و35 سنة معلنا عن إطلاق مشروع يوم 26 جوان المصادف لليوم العالمي لمكافحة المخدرات والمتمثل في عيادة متنقلة تتكفل بالشباب المدمن بالأحياء الشعبية. وتعتبر هذه القوافل المتنقلة الأولى على المستوى الوطني تحت تأطير أطباء نفسانيين ومختصين. ودق الخبير الدولى والمستشار في الوقاية الجوارية، ناقوس الخطر من تفشي المخدرات في الأوساط الاجتماعية، مشيرا إلى الإحصاءات المخيفة التي تم رصدها بعد زيارة المدمنين للمؤسسات المختصة في مكافحة المخدرات، محذرا في هذا الصدد من أن عدد المدمنين الذين لم يخضعوا للوقاية هم أكثر من الذين خضعوا للعلاج، خاصة إن قلنا أن عدد المدمنين المعلن عنهم رسميا بلغ 300 ألف مدمن، من بينهم 6 بالمئة إناث. وأوضح عبيدات أن هناك مخطط وطني عملت عليه المنظمة الوطنية لرعاية الشباب، بالتنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني تهدف إلى القضاء على الآفة والتحسيس من خطورتها داخل الأسرة والمؤسسات التربوية وحتى في الأحياء الشعبية. وأوضح عبيدات أن هناك خريطة سوسيولوجية انطلقت عبر القطر الوطني متمثلة في جامعات متنقلة تحوي 4 حافلات مجهزة بمختصين وأطباء نفسانيين تعمل على الإصغاء وتتنقل بين الأحياء، حيث تستقبل الشباب الذي يعاني من الأمراض النفسية والإدمان. وأوضح المتحدث، أنه خلال سنة كاملة تم تسطير الأسباب الأساسية التي دفعت بشريحة الشباب لتناول هذه السموم، رأينا في المرحلة الأولى معاناة بعض الشباب من تسرب مدرسي، استقالة الأولياء عن أداء دورهم الرئيسي تجاه أبنائهم، غياب فضاءات التسلية، الفراغ، وانعدام التوجيه وكذا سياسة وطنية للوقاية الجوارية. وأضاف أن الشارع أصبح يعوض الشاب الذي بات يتخبط في هذه المشاكل ووجد تناول المخدرات السبيل الوحيد لجعله ينسى كل العراقيل التي تعترضه في حياته اليومية. وحذر الخبير عبيدات من تفشي ظاهرة الادمان الالكتروني أو بما يعرف المخدرات الالكترونية التي اصبحت تتفشي في الدول الأوروبية والأمريكية ومن تداعيات وصولها إلى الجزائر، خاصة وانها متاحة عبر وسائل الاتصال الاجتماعي فهي لا تحتاج سوى جهاز كمبيوتر أو هاتف ذكي، وانزواء المدمن في غرفته، وإقفال الأبواب والنوافذ، حيث يتمدد على السرير، ثم يضع عصابة على عينيه، وينطلق في رحلة الضياع. وبتقديم مبلغ من المال على الجهة الممولة بهذه النغمات المسمومة وغير المراقبة يتم إرسال مقاطع من الموسيقي الالكترونية تضرب في الجهاز العصبي ويصبح صاحبها مدمن بمجرد تلقيه نغمة تحمل نوع من أنواع المخدرات كالهروين أو القنب الهندي أو غيرها من المهلوسات العقلية. وأضاف المتحدث أن تأثيراتها تضرب الجهاز العصبي وتؤدي بصاحبها إلى الإدمان وبعدها الموت المؤكد. ودعا المتحدث لضرورة فرض الرقابة الأبوية على أبنائهم والوقاية من هذه الآفات الاجتماعية داخل الأسرة وخارجها.