دعا السيد عبد الكريم عبيدات رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب، السلطات المعنية إلى إنجاز مراكز لمعالجة الإدمان خارج المستشفيات، إذ يرى أنها ستساهم في إقبال الشباب للتخلص من مشكل الإدمان، مشيرا إلى أن تجارب أوروبية نجحت بتوفر هذا العامل في معالجة المدمنين. وأوضح السيد عبيدات في ندوة ''المجاهد''، أمس، خلال تقييمه لحصيلة المخطط الوقائي لآفة الإدمان في الوسط الشباني الذي تم بالتعاون مع المديرية العامة للأمن الوطني، أن العقلية الجزائرية تأبى الذهاب إلى المستشفيات وترفض فكرة الذهاب إلى مختصين نفسانيين، لذلك أكد المتحدث أنه على الوصايا اتخاذ إجراءات ذكية من شأنها استقطاب ضحايا المخدرات إلى مراكز التكفل بهم تقع في مناطق مفتوحة تمكنهم من التنفيس والركون إلى الراحة النفسية العميقة. وكشف السيد عبيدات عن إطلاق أول مركز متنقل لمكافحة الإدمان بالجزائر شهر فيفري المقبل، وهي تجربة سابقة على الصعيد المتوسطي، سيعمل بفريق طبي مجهز يتنقلون بشكل يومي في الأحياء الشعبية، وسيركزون على أسلوب الاستماع لانشغالات الشباب وستكون البداية من الجزائر العاصمة وسوف تعمم العملية لاحقا، وأفاد أنه تم تكوين 1000 شاب متطوع للمساهمة في العملية التحسيسية والوقائية كما ينتظر تكوين 1000 شاب متطوع آخر. وبعد أن ذكر أن عدد المدمنين على المخدرات المسجلين على مستوى كل الوطن فاق 300 ألف شخص وأن أهم شريحة تتعاطى المخدرات تتراوح بين 13 سنة و19 سنة، قال إن الحركة الجمعوية ليست المسؤولة الوحيدة على مكافحة تفشي هذه الظاهرة في المجتمع وحذر من تفاقمها، إذ أكد أن الجزائر بعدما كانت مركز عبور لهذه السموم أصبحت اليوم تستهلكها من قبل الشباب والمراهقين. وفي هذا الصدد، دعا الأولياء إلى تحمل مسؤولياتهم كاملة تجاه أولادهم وعدم التردد في أخذهم إلى مركز المعالجة الكائن بالمحمدية، كما طالب من الوزارات الوصية على غرار الشباب والرياضة والتربية بالمساهمة في إنقاذ أهم فئة بالمجتمع ويتعلق الأمر بالشباب من خلال تأطيره وإخراجه من الشارع إلى فضاءات التنفيس، مؤكدا على أهمية الوقاية في الحد من النتائج الوخيمة الناجمة عن الآفة. وتطرق السيد عبيدات لتقييم المرحلة الأولى من المخطط الوقائي الذي تم سنة 2011 ووصفها بأنها ناجحة، حيث تم إطلاق الحافلة النفسية المتنقلة لتجوب الأحياء الشعبية والتقرب من الشباب المتضرر من الآفة ولم يعرف السبيل للتخلص من مصيبته، وقال المتحدث إن العملية حققت نجاحا منقطع النظير في الاستماع للشباب وعرفت خلاله أن أهم الأسباب المؤدية إلى الإدمان والأمر متعلق بالآفات الاجتماعية والتسرب المدرسي والبطالة والاكتظاظ العائلي، وانعدام سياسة وطنية واضحة للتكفل بالشباب وكذلك انعدام المستوى الثقافي.