فيما وصف بأنه أكبر تسريب لمعلومات عسكرية في التاريخ، بدأ ''ويكي ليكس''، أول أمس الجمعة، نشر نحو 400 ألف وثيقة سرية عن حرب العراق، فيما قال القائمون على الموقع الإلكتروني إن الملفات تكشف عن ''أدلة دامغة لجرائم حرب.'' وتلقي الوثائق، التي نشرها الموقع الإلكتروني المثير للجدل، الضوء عن عدد العراقيين الذي قتلوا في الحرب، والدور الذي لعبته إيران في دعم المليشيات العراقية بالإضافة إلى العديد من التقارير عن تجاوزات لقوات الأمن العراقي، وفق ما أوردت صحيفة ''نيويورك تايمز.'' وتكشف المستندات الجديدة عن أن الغالبية العظمى من القتلى المدنيين قتلوا بأيدي عراقيين آخرين. وقال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية، جيوف موريل، إنه تم إبلاغ عراقيين كشفت هوياتهم بنشر الوثائق السرية، مضيفاً: ''هناك أسماء 300 عراقي، نعتقد أنهم معرضون للخطر بهذا الكشف.'' وأضاف: أبلغنا القوات الأمريكية في العراق، وهم يجرون الآن اتصالات مع أولئك العراقيينئ للحفاظ على سلامتهم.'' ويشار إلى أنئالبنتاغون لم يبادر، وكإجراء تحوطي، بتحذير مدنيين عراقيين تعاونوا مع الجيش الأمريكي، من احتمالات نشر أسمائهم على الإنترنت. وبرر العقيد ديفيد لابان، كبير المتحدثين باسم وزارة الدفاع: ''لم نرد إخطار الناس مسبقاً ومن ثم لا تظهر أسماؤهم في المستندات المنشورة.. رأينا بأنه ما من داع لإزعاجهم دون سبب''. وأدان البنتاغون نشر ملفات العراق السرية، التي قال الموقع الإلكتروني، الذي سبق وأن نشر ملفات الحرب الأفغانية، إنها بلغت 832,391 تقريراً. وقال موريل: ''هذه معلومات مصنفة كسرية وليس للعرض على الجمهور.. أبرز مخاوفنا أنها قد تعرض قواتنا لخطرئ أكبر مما هي عليه في الأصل بأرض المعارك لأنها تكشف التكتيكات والتقنيات والإجراءات، وكيفية عملهم بساحة القتال وكيفية ردهم على هجمات، وقدرات أجهزتنا.. كيف ننمي المصادر ووكيف نعمل مع العراقيين''. وبحسب محللي صحيفة ''الغارديان'' البريطانية، فإن المستندات تكشف تفاصيل تعذيب وإعدامات وجرائم حرب، حيث فشلت السلطات الأمريكية في التحقيق في مئات التقارير عن انتهاكات وتعذيب واغتصاب وجرائم قتل ارتكبتها قوات الأمن العراق، من جيش وشرطة، كما أظهرت المستندات، على ما أوردت الصحيفة. وتقول منظمة ''إحصاء قتلى العراق'' إن الوثائق الجديدة تكشف عن مقتل 15 ألف مدني، وهي إحصائية لم تكن معروفة من قبل، مما يرفع إجمالي القتلى المدنيين إلى 122 ألف قتيل. وقال جون سلوبودا، مؤسس المنظمة المناهض لحرب العراق: ''هذه أضخم إضافة مفردة لبياناتنا منذ بدايتنا''. وكشفت الملفات السرية عن 109 وفاة في العراق، منها 081,66 مدنياً، و984,23 من المسلحين، و15196 من قوات الأمن العراق بجانب 771,3 من قوات التحالف. ومن جانبه قال مؤسس الموقع الإلكتروني المثير للجدل، جوليان آسانغ في مقابلة مع الشبكة، الجمعة، إن حزمة التقارير الميدانية الجديدة تكشف عن ''أدلة دامعة لجرائم حرب'' ارتكبتها قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة والحكومة العراقية. وفند موريل تلك المزاعم قائلاً: ''دققنا في الوثائق وثيقة بوثيقة، وكلمة بكلمة وصفحة بصفحة.. ليس هناك ما يشير لجرائم حرب، وإذا كان هناك بالفعل لقمنا بالتحقيق في ذلك من زمن طويل''. ويذكر أن البنتاغون عين فريق عمل من الخبراء للتدقيق في الآلاف من المستندات التي توقع أن ينشرها ''ويكي ليكس''.