أكد وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أمس الأحد أن نشر موقع ''ويكليكس'' الالكتروني نحو 70 ألف وثيقة سرية عن حرب أفغانستان لم يكشف معلومات حساسة ولكنه قد يعرض الأفغان الذين يتعاونون مع الولاياتالمتحدة للخطر. وجاءت تصريحات غيتس قبل يوم من اعتزام الموقع نشر موقع ''ويكيليكس'' الالكتروني فمن المقرر اليوم الاثنين نشر حوالي 400 ألف وثيقة سرية تتعلق بالحرب على العراق، فيما أعلن ''البنتاغون'' تكليف 120 شخص بدراسة تأثير نشر هذه الوثائق. ونقلت صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأمريكية عن غيتس قوله في رسالة بعث بها للسناتور كارل ليفن رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي ''التقييم المبدئي لا يقلل بأي حال من الخطر على الأمن القومي، ولكن المراجعة حتى الآن لم تكشف عن تعرض أي مصادر أو أساليب حساسة للمخابرات للخطر بسبب ما تم الكشف عنه''. وأضاف ''كشف النقاب عن أسماء الأفغان المتعاونين والذين قد يصبحون أهدافا لطالبان قد يسبب أذى أو ضررا كبيرين لمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة''. وأثار ''ويكليكس'' ضجة عندما نشر أكثر من 70 الف وثيقة عن الحرب في أفغانستان تقدم تفاصيل عن قتل مدنيين وعن المرحلة التي شهدت ''النيران الصديقة'' وغيرها. كما تحتوي على اتهامات للاستخبارات الباكستانية بدعم مقاتلي حركة طالبان في قتالها ضد قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة، وتزويدهم بصواريخ أرض جو. وكان الكولونيل ديفيد لابان المتحدث باسم البنتاجون أعلن ''وزارة الدفاع كلفت قبل أسابيع عدة فريقا من 120 شخص للاطلاع بدقة على أرشيف البنتاجون وتقدير التأثير المحتمل لعملية النشر هذه''. وقال الكولونيل إن هذه الوثائق تسربت من قاعدة معلومات في العراق تحتوي على ''وثائق مهمة وتقارير أعدتها وحدات ميدانية وتقارير تكتيكية وأمورا من هذا النوع'' ، داعيا ''ويكيليكس'' إلى إعادة الوثائق إلى صاحبها الشرعي أي الجيش الأمريكي. وأضاف: ''نعتقد أن ويكيليكس وآخرين لا يتمتعون بالخبرة الضرورية. فلا يكفي فقط شطب الأسماء التي يمكن لنشرها أن يعرض للخطر جنودا أو متعاونين مع الجيش الأمريكي، ثمة أمور أخرى في الوثائق ليست أسماء لكنها تنطوي أيضا على مخاطر''. ويتخوف البنتاغون من أن تتضمن الوثائق معلومات تتعلق بهجمات ضد التحالف والقوات الأمنية العراقية والمدنيين والبنى التحتية في البلاد. والموقع خارج الخدمة منذ 29 سبتمبر كونه يخضع لعملية صيانة مبرمجة مسبقا، لكنه يعد مستخدميه بالعودة في أقرب وقت ممكن، كما يقول الإعلان الذي يظهر في صفحة الدخول. وكانت صحيفة ''الديلي تلغراف'' البريطانية نشرت مؤخرا أهم التسريبات التي نشرها موقع ''ويكيليكس'' الالكتروني في مقدمتها مقطع الفيديو الذي اظهر القوات الأمريكية وهي تقتل 12 مدنيا من بينهم صحفيون من رويترز في احد أحياء بغداد عام .''2007 وجذب الفيديو عن قتل عراقيين ''بدم بارد'' الاهتمام بموقع ويكيليكس ودوره في كشف ما تريد جهات كثيرة ان تخفيه، حيث نشر منذ إنشائه كثيرا من التسريبات المثيرة، منها رسائل البريد الالكتروني لعلماء المناخ العام الماضي قبل قمة كوبنهاجن والتي عززت الشكوك حول الاحتباس الحراري. ونشر ''ويكليكس'' العام الماضي قائمة بأسماء وعناوين ووظائف أعضاء الحزب القومي البريطاني المتطرف ''بي ان بي'' والتي كشفت ان من بينهم عدد ليس بالقليل من ضباط الشرطة والجيش وأطباء ومحامين. كما نشر نسخة من إجراءات التشغيل الموحدة لمعسكر دلتا، وهي وثيقة تتضمن تفاصيل القيود المفروضة على السجناء في معتقل خليج غوانتانامو الأمريكي بكوبا. كما نشر الموقع وثيقة لوزارة الدفاع الأمريكية ''البنتاجون'' تعتبر ويكيليكس خطرا على الأمن القومي.